تراب الماس

on Saturday, February 27, 2010

منذ لحظات أنتهيت من قراءة التحفة " تراب الماس " .
قليلاً ما تبهرني رواية ما ..
أعتبر نفسي محظوظاً لأني لا آبه لإسم مؤلف ما ..
وأجرب القراءة لمجهول بعد إختبار عدة صفحات ..
ولم يخب حدسي يوماً ..
المجهول قد يكون لم يزل مجهولاً بالنسبة لي ..
بينما هو علم من أعلام عصره ..
بذات الوسيلة أكتشفت الرائع أنطون تشيخوف ..أبو القصة القصيرة الروسية ..
معه ضحكت كما لم أضحك من قبل ..
رغم فارق اللغة والحدود والأسلوب .. أسعدني الحظ بالقراءة له ..
بذات الوسيلة أكتشفت المبدع الفرنسي  مارسيل بانيول .. من عظماء المسرح الفرنسي .. ولحظي يكون عمله الأول لي نثراً لا مسرح ..
وعلي هذا القياس أسير ..
لا أدر أهي خبرة نمت مع الزمن ..
أم هو توفيق آلهي ..
أم حظ مبتدئين ..
الأمر المؤكد .. إنني لله الحمد لم أخفق من قبل ..
في معرض كتاب 2010 .. 
وفي دار الشروق .. أفتش عن شيء يشدني..
شيء جديد ..
وكانت العناوين كثيرة جداً ..
ومغرية .. 
وطفقت أتنقل بين هذا الكتاب وذاك لفترة تجاوزت الساعتين .. 
لأدرك إني لم أزر شيئاً بعد .. 
ولعلها المرة الأولي لي في زيارة المعرض هذا العام ولربما الأخيرة كذلك ..
وقتها وقعت أصابعي علي تراب الماس .. ولم أفق من ثباتي إلا وأنا في الصفحة السادسة والعشرين ..
حان الوقت للشراء .. وإلا صرت أفاقاً ..
كانت رواية تنبئ بوقت ممتع سأقضيه معها ..
ولم أندم علي الثلاثون جنيهاً .. 
خاصة إني أعتدت مؤخراً شراء قطع معين وحجم معين ليصمد أمام الرحلة الشاقة لمقر عملي ذهاباً وإياباً .
.
ساورني وأنا أقراها ذلك الشعور الممض بالضيق إنها ستنتهي .. وهو شعور قاتل لأي عمل جيد تستمتع بقراءته .. أو فيلم لا تريده أن ينتهي .. 
لكن عزمت اليوم علي إنهائها .. وهي بحق عمل ثري .. محكم .. دقيق .. جذاب ..
ويبدو إنني أخطأت حين لم أجعل أحمد مراد يوقعها ..:)
لم تعجبني النهاية السريعة كالعادة وإن أعجبني إحكامها ..
بعض التفاصيل كذلك غابت عن الكاتب .. لكن من نحن كي نحكم علي عمل روائي محكم ونلوثه ببضع ملحوظات لابد وأنها تواجدت في أدب محفوظ والسباعي وسواهم .
علمتني محاولاتي البسيطة أن أغفر لمن خط .. ولهو مجهود يكفي للغفران .
الجميل إنها المرة الأولي التي أري بها إعلان لرواية .. ولقد خلب لبي بالفعل .. 
لربما لأني قرأتها أولاً ..
أكتب سريعاً .. منفعلاً بما قرأت ...
ولم تزل آثار السطور بين أصابعي ..
تٌري هل تكون بداية صحوة ؟؟