متي يسمح لنا بتصوير نيلنا ؟؟

on Wednesday, September 15, 2010
لي أكثر من شهر أستمع لأغنية محمد صبحي وباقي أبطال مسرحية سكة السلامة ( أحد المسرحيات المفضلة لدي )
وأستمتع كثيراً بالمقطع الأخير منها .. الذي يثير الحماسة والشجن في ذات الوقت .. خاصة وقد مضي وقت طويل لم أستمع لأغنية - شبه وطنية - حتي ...

المهم ... المقطع الأخير يقول :



اطلعي بقى من سكاتك .. و ارفعي بايدك راياتك
من هنا سكة سلامتك .. الخطر بيزيد بصمتك
نوري العالم بشمسك .. و اهزمي بالفن صمتك
تحرس الحرية ارضك .. تطلع الاجيال عفية
اطلعي بقى من سكاتك .. و ارفعي بايدك راياتك
من هنا سكة سلامتك



========
نيجي لسبب الموضوع ..

قبل وقفة العيد أخذت أجازة من عملي لبعض الألتزامات الهامة .. ولكن للأسف الشديد .. تقريباً كل من أردت التعامل معهم .. كان لديهم إلتزامات فلم يفلح مشوار واحد .. وكان الجميع إما في أجازة أو في راحة أو في أي شيء آخر عدا العمل .

أصابني إحباط شديد ( أجازة بلا فائدة . لا مني ارتحت ولا مني قضيت مصلحتي )
المهم من كم إحباطي .. أشتقت لرؤية النيل ( عادة منيلة بعيد عنكم ) 

وأخذت أتذكر آخر مرة رأيت فيها النيل في هذه الساعة المبكرة ( الحادية عشر صباحاً ) وبهذا الفراغ  .. لا ثنائيات ولا شباب ولا بائعي ورد إلخ .

أخدت أتوبيس .. ونزلت آخر سور دار الأوبرا وطفقت أسير ...
ودسست السماعات في أذني أستمع لأغنية وحيدة يتيمة لا أضع غيرها مؤخراً ... ( ماما ) لأحمد حلمي من فيلم عسل أسود .

المهم .. بدات أسير علي كوبري قصر النيل ولرحمة الله كان الجو رائعا ًيومها رغم حرارته ..

في منتصف الكوبري توقفت ناظراً عبر النيل .. وأحسست إني صدري مختنق جداً لكن مشهد النيل كان مريحاً إلي حد لا يوصف ..

قلت ألتقط صورة لربما أحتاج إليها في حالات إكتئاب مماثلة ..

ومن حيث لا أدري .. ظهر شاب بشارب ضخم وحدة لا تخطئها العين .. قميص كاروهات يذكرك بقميص عادل إمام في أحلام الفتي الطائر ..

( حضرتك بتعمل إيه ) ؟؟ السؤال الأبدي الذي يسأله لي الميع حين أهم بألتقاط أي صورة في الشارع .

وكانت إجابتي السريعة التلقائية : بصور النيل ..

قاوم ليخرج ( الهع ) الشهيرة . ثم قال حتطلع له باسبور ولا ايه ؟؟

هنا انتقل الأمر للسخرية وأدركت إنه يا مرحباً بالمشاكل ..

( فيه حاجة يا حج ) ..
آه ممنوع التصوير ..
ليه ؟؟
اوامر
اوامر قالت منصورش النيل ؟؟ ليه شكله بطال ؟؟
بص يا افندي من غير كتر كلام .. عاوز تفضل واقف اهلا وسهلا .. عاوز ترمي نفسك حتي مش مشكلة .. انما تصوير ممنوع 

كان القهر يفوق الأحتمال .....

ماذا دها هذه البلاد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أي جو بوليسي صرنا نتنفسه ؟؟

ما الخطأ أن أصور أي شيء .. نيلاً كان أو بركة مياه ؟؟

لماذ يسمح للأجانب بفعل المثل دون قيد أو شرط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

آثرت الصمت .. لكن العناد بداخلي تغلب علي صوت العقل فأخرجت هاتفي ووضعته علي أذني وطفقت أسير وأنا ألتقط الصور الواحدة تلو الأخري ..

ومع كل كليك .. أستشعرها صفعة علي وجه القمع والقهر والإستبداد الغير مبرر ..

متي يسمح لنا بتصوير نيلنا ؟؟
 















فوضي ...

الحقيقة أن الفوضي تكتنف كل شيء .. البلاد والعباد فلا أتعجب أن تضرب أراضي ..
أستشعر فوضي داخلية غير محتملة ...
أتوق لنسف نفسي وإعادة بنائها من جديد ..
تماماً كما أتوق لنسف ألف شيء وشيء وإعادة بنائه ..
مر زمنطويل منذ انتابتني حالة مماثلة .. مايربو عن عشر سنوات تقريباً ..
المؤسف أن زخم الحياة هذه الأيام لا يحتمل حالات مماثلة .. 
والأفضل إما التكيف أو الإنفجار ..
من المرات القلائل التي أستشعر نفسي أبحث عن أذن فلا أجد
طيلة حياتي لم أفتقد نفسي إلي هذه الدرجة .. 
أبحث في مؤخرة وعيي وظاهره وباطنه عن صديق أستطيع التحدث معه بلا قيود أو حواجز .. 
وللمرة الأولي 
ولفاجعتي ..
لم أجد ..
بين مهاجر ومبتعد وملتزم ومنطو ومنشغل ..
لم أجد شخصاً واحداً ..
أعتدت الأصدقاء حتي إن قرار الأستعانة بأي شخص خارج الدائرة يعد مستهجناً وبشدة .
في هلع أعاود البحث لتتأكد النتيجة ..
لا يوجد ..
إنها الوحدة ..
الإجبارية هذه المرة ..
الفوضي .. الفوضي تؤكد سيادتها ..
أبحث عن متنفس في أوراقي القديمة ..
في سطوري القديمة ..
في صوري القديمة ..
في أغاني القديمة ..
أبحث عن متنفس يوازي ثقب ..
وياللهلع ..
لا يوجد ..
حتي الورقة ...
حتي القلم ..