مسرحية المعونة لثلاثي أضواء المسرح ..

on Tuesday, February 14, 2012

 
لو إن هذه الثورة قدر لها النجاح .. أو كانت قد بدأت السير في الطريق الصحيح طيلة عام مضي ..
لربما كنت صدقت ذلك العرض المسرحي الرائع الجدير بمسرح شكسبير ذاته  حول السيادة المصرية والكرامة وعزة النفس التي هي زادنا  الوحيد ..
السيادة والكرامة لا تتجزأ .. ومن يثور لفرض طلبات عليه مقابل معونات موجهة .. كان لازماً عليه أن يثور ألف مرة ومرة أو أن يضغط بذات الكم والكيف في سبيل أمور تمس سيادته المباشرة ..
لو أن مصر تسعي حقاً لسيادة القانون .. وممارسة حقها في فرض سيادتها ..
لماذا لا نري قوة مماثلة في المطالبة بأموال مصر المهربة للخارج والبعض منها مجمد بالفعل ؟؟
حين تتساءل يقول لك الجهابذة : القانون لازم ياخد مجراه .. وتكون هناك احكام عادلة مصدق عليها  ...
جميل قوي قوي قوي ...
هناك حكم قضائي بتاريخ 4 يونيو 2011 أي ما يقارب 8 أشهر ...
بالحكم علي يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق ب30 عاماً من السجن المشدد نظير تورطه في قضايا مال عام وتضمن الحكم إعادة 30 مليون جنيه مصري (نحو خمسة ملايين دولار) ودفع غرامة قيمتها 30 مليون جنيه أخرى مع العزل عن المنصب 

بطرس غالي حالياً متواجد في لندن وشوهد في أماكن عامة ولم تطالب مصر بإسترجاعه بشكل رسمي .
بل لم تضغط قانونياً او دبلوماسياً لاسترجاعه ... رغم انه قاسم مشترك أعظم في كافة قضايا فساد رجال الدولة السابقين ..
كيف يتفق هذا وذاك ؟؟؟
أليست السيادة تمارس في كل المحافل ؟؟؟
==
أنا علي ثقة من ان هناك مساومات بين الجانبين الامريكي والمصري ومحاولات لطحن عظام بعضهما البعض ..
ليست المعونة هي الهدف .. ولا السيادة هي الهدف ...
انما هي لعبة البحث عن المكاسب ...

بداية فلنتفق علي أساس : إننا ضد أي منحة مالية تحت أي مسمي لأنها في الغالب تكون مشروطة بشروط مجحفة بحق الدولة المستدينة ..
وعليه – بمأ إننا أتفقنا علي الأساس – فلنوضح أكثر ..

كالعادة التصريحات الصحفية هي ما تجذب وبشدة إنتباهي في أمور مماثلة .. وبدأ الأمر بتصريح عنتري قرأته مراراً وتكراراً قبل أن أتيقن أن عيناي لم تخدعاني ..

وكان لكامل الصلاحيات الحج الجنزوري :
مصر لن تغير موقفها بسبب المساعدات الأمريكية في قضية التمويل الأجنبي لبعض المنظمات المدنية .. مصر ستبقى ولن تركع لأحد، وستعبر الأزمة التي تمر بها


"أبو النجا": نرفض أى تهديدات أو شروط أمريكية.. والمعونة ليست منحاً
لغة الخطاب الحنجوري هذا لم أعتد سماعه منذ فترة .. تلك النبرة المسرحية المغرقة في الفصحي  تشي لي دوماً بالخداع .. خصوصاً لو صدرت من أحد قيادات الدولة ..

كانت هذه هي  أول تصريحات رسمية علي الغضب الأميريكي الغير رسمي بشأن الإجتياح العسكري لمؤسسات المجتمع المدني بالقاهرة 
منها مؤسسات أمريكية خالصة .. تعمل منذ عشرات السنين تحت الوصاية والإدارة الإمريكية بموافقة ومباركة وتسهيلات الحكومة المصرية . ( أي إن أحداً لم يسق الحكومة – حاجة صفرا - )
==
قبل الإستطراد .. نوضح أولاً ماهية ومغزي وتفصيل المعونة الأمريكية لمصر ..
المعونة الأمريكية لمصر، هي مبلغ ثابت سنويا تتلقاه مصر من الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979
حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر تقديم معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل،
و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية. ( ذلك المبلغ يمثل نسبة 80 بالمائة من مجموع ميزانية العقود العسكرية المصرية، والتي يتم استخدامها لتحديث المعدات العسكرية المصرية من خلال تغيير المعدات التي حصلت عليها من الإتحاد السوفيتي السابق بمعدات عسكرية أمريكية عصرية.)
مصادر الإنفاق ( المشروطة والمتفق عليها بموافقة الجانبين )  :
    النمو الاقتصادي: (ويشمل البيئة والآثار والزراعة)
    البنية التحتية: (وتشمل المياه والصرف الصحي والطاقة الكهربائية والاتصالات)
    التعليم: (ويشمل التعليم الأساسي والعالي)
    الصحة: (وتشمل تنظيم الأسرة ونظام رصد والاستجابة للأمراض المعدية )
    الديمقراطية والمجتمع المدنى: (وتشملان إدارة العدالة ومشاركة المواطنين)
===
تخفيض المعونة :
بدأت الحكومة الأمريكية خفض معونتها لمصر بنسبة 5% سنويًا على مدى عشر سنوات بدءًا من سنة 2000
لتصل في سنة 2011 إلي 250 مليون دولار فقط .. بينما ظلت المعونة العسكرية ثابتة ( 1.3 مليار دولار ) وهو إطار عام للحكومة الأميركية لخفض المعونات الخارجية بشكل عام وغير مقصود به مصر بذاتها .
==
بشكل مختصر مفيد ..
تصرف 80% من المعونة العسكرية البالغة مليار وثلاثمائة مليون دولار في شراء أسلحة أمريكية أي أن الفائدة مشتركة للطرفين .. مع الأخذ في الحسبان عمولات السلاح للطرف المصري .
بينما المعونة الأقتصادية فهي مرهونة بفوائد ضخمة للولايات المتحدة نذكر منها :
* مساندة أمريكا دبلوماسياً فى سياساتها ضد الإرهاب ( الإسلام ) .
* الدخول معها فى تحالفات علنية وسرية وعسكرية ضد الإرهاب .
* رعاية مصالح أمريكا فى منطقة الشرق الأوسط حسب المستجدات .
* ربط هذه المعونات والمساعدات بتنفيذ بعض السياسات الأمريكية .
* ربط هذه المساعدات والمعونات بتغيير مناهج التعليم ولاسيما فى الأزهر .
* الضغط على الدول العربية لقبول بعض السياسات الأمريكية ولاسيما الصلح مع إسرائيل.
* امتيازات خاصة للمنتجات والخدمات الأمريكية.
* الرقابة الأمريكية الشاملة على تنفيذ المعونات والمساعدات الأمريكية.
* استخدام الخبراء الأمريكان فى تنفيذ  المعونات والمساعدات.
* استخدام وسائل النقل الأمريكية لنقل المعونات والمساعدات.
* أن لا تستخدم المعونات والمساعدات الأمريكية ضد إسرائيل وحلفاء أمريكا وأصدقائها بصفة عامة.

الخلاصة ان المعونة الأمريكية علاقة معقدة بين الطرفين يفيد منها الجانبين ولا يستشعرها المواطن العادي بالقدر الذي يسمح برفضها او قبولها .
فلا مصر قادرة عن التخلي عنها ببساطة .. ولا أمريكا قادرة علي منعها ببساطة .

لهذا حين يأتي الشيخ محمد حسان داعياً إلي جمع المعونة المصرية من الشعب للأستغناء عن الأمريكية .. فهذا نوع من استغلال أحلام البسطاء وحماسهم واللغو في غير موضعه ..



فالمعونة الأميركية علي مدار السنوات السابقة تسد فائض العجز في موازنة الدولة والذي يأتي من الإسراف الحكومي وعدم إستغلال الحكومة الأمثل لهذه المعونة ..
ولدينا مشاكل لا تقوم الدولة بإيجاد حلول لها علي المدي الطويل .. كالبطالة والغذاء ..
لا يمكنك أن تزيد الفقراء فقراً فتحرمهم من أموالهم لسد عجز الدولة مسئولة عنه أولاً وأخيرا ً ...

نفس فكرة التبرع لمستشفي 57357 ...


الصحة في أي مكان هو مسئولية الدولة لا الأفراد ولا المنظمات ولا المجتمع المدني ..
وكون المستشفي أنشئت بالجهود الذاتية لا ينفي مسئولية الدولة عن هذا القصور ...

نفس فكرة التبرع لسداد ديون مصر .. لا يعقل أن تستدين الدولة ثم تفرض علي مواطنيها ولو بسيف الحياء والوطنية التبرع لها ..
نفس الفكرة تتكرر مرة أخري .. نعاني من وضع اقتصادي متردي .. ومن تواطئ عربي واضح للضغط علي مصر لسبب أو آخر ..

ثم نهرع الي صندوق النقد الدولي بما له من شروط إقراض مجحفة كالعادة .. عبر الدول المانحة ومنها امريكا نفسها .!!!!
==
كالعادة .. المتاجرة بأحلام البسطاء ..
وحشد المجتمع في صراع وهمي هو إسم اللعبة ....
ومصر عارفة .. وشايفة .. وبتصبر ......

تعرف ايه عن المنطق ؟؟؟

on Tuesday, February 7, 2012


برلمان الثورة المصرية ..
بالمنطق ..
توقعنا جميعاً من هذا البرلمان أن يكون معبراً عن آمال وتطلعات وطموحات هذا الشعب ..
العجيب في الأمر أن أغلبية أفراده إما سجنوا أو ظلموا أو أبعدوا قصراً ...
وبالمنطق ..
من ذاق الظلم لا يظلم ...
كان كم التحديات لهذا البرلمان كتيرة ..وكان في يده أيضاَ الكثير إن صلحت النوايا وخلصت لله عز وجل
مرة أخري لا أبالي بفصيل الإخوان أو غيره .. ولا أنتم لأحد .. ولو أن أغلبية هذا المجلس من بلاد تركب الأفيال لما أهتممت  أيضاً .
تهمني هذه البلاد وأحلم  كما يحلم ملايين غيري ببلاد أحبها وأفخر بها ...
والحقيقة لا نملك جميعاً ترف الوقت  للانتظار ثلاثون أو خمسون أو ستون عاماً أخري
لا وقت لدينا لمحدثي السلطة كي يعتادوها ...
لا وقت لدينا لمزيد من الالاعيب .. والكر والفر والتنبؤ بالخطوات القادمة ..
لا وقت لدينا لأن العمر أقصر من أن نضيعه حزناً وكمداً
أقصر من أن نضيعه بين المشرحة وسلالم النقابة وميدان التحرير وشوارع وسط البلد
عام كامل قتل به زهرة شباب هذا الوطن غدراً وغيلة ..
وخسر غيرهم نور أعينهم عمداً وترصداً ..
عام كامل توالت به المذابح واحدة تلو الأخري .. مخلفة وراءها فيضاَ من الشهداء ..
عام كامل لم نقتص به لباعوضة .. ولم يهدأ قلب أم أو أب أو زوجة أو ابن أو ابنة ..
عام كامل سالت الدماء فيه أنهاراً مضاعفة ... ولم تجد أحداَ يحقنها ...
عام كامل تلقينا به صدمة تلو الأخري من الإخوان – رفقاء الثورة وحراس الميدان - 


وعانينا به لاثبات ان الثوار ليسوا بلطجية .. وان الاعتصامات غير مؤثرة في الأقتصاد  .. وأن الداخلية فاسدة أو أشد قيلاً ..
وأن النظام لم يسقط ... بل يتعافي ..
عام كامل قضيناه في متاهة سياسية ودستورية واختلافات وانشقاقات مصطنعة ..
حتي فاض السد ...
واستمر سيل الشهداء في الزيادة يوماً بعد آخر .. ومذبحة بعد أخري .
حتي صار الموت ضيفاً نضيق به ولا نكترث له ..
==
الجلسة الأولي
ينعقد مجلس الشعب وآمال وقلوب وأعين المصريين معلقة به ..
ها أنتم نواباً عن الشعب ..
ها أنتم السبيل الشرعي الوحيد بعد عام كامل لعقنا به المر والعلقم  ..
ها هي الأمانة بين أيديكم ..
اثبتوا للعالم أجمع إنه مخطئ ..
أثبتوا لعمر سليمان اننا جوعي ديمقراطية ونتوق لتطبيقها ..
اثبتوا للمخلوع أن الوطن خسركم كثيراً جداً في السابق ...
=
الفاتحة للشهداء .. القسم .. بدأت مهازل هذا المجلس بالخروج علي القسم (الغير قانوني اصلاً لانه ينص علي احترام دستور غير موجود )
أحدهم يضيف : الا فيما يخالف شرع الله .. وآخرون يقسمون للثورة وللشهداء .. وبدأت المزايدات ..
ولقطات مصورة لنواب نائمون .. وآخرون يتمازحون وآخرون يلهون بالهواتف الجوالة ... !!!
انسحاب فرادي وجماعات لاداء الصلاة !!
ويطرق ذهني رفع رئيس البرلمان التونسي الجلسة للصلاة .. تصرف بسيط  وتلقائي و لم يتحول لعرض مسرحي جماعي
برلمان الثورة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بدأت الغصة تتجمع في حلقي ..
=
الجلسة الثانية للبرلمان كان ابرز ما فيها دموع النواب علي كلمات النائب أكرم الشاعر والد مصعب بطل من ابطال 28 يناير الذين لم يعد في أجسادهم مكان لطلق جديد أو خرطوش او مطاطي ..
له عام خارج البلاد في سلسلة عمليات متتالية لانقاذ حياته ..
كلمات حملت إلينا نبض قلوب أسر الشهداء .. والمصابين .. واستبشرنا خيراً ..
ذات النائب أمس يهاجم الثوار .. ويشيد بحكمة الداخلية وضبط النفس .. وحتمية الضرب بيد من حديد علي ايدي المخربين !!!!!!
=


الجلسة الثالثة للبرلمان المصري – صبيحة مذبحة إستاد بورسعيد  - وبعد مقتل وإستشهاد 78 شاب مع سبق الإصرار والترصد .. وبتواطئ وترتيب أمني بحت ..
باتت مصر كلها ليلة من أحزن ما يمكن ..
عشرات الآلاف هرعوا لاستقبال الجثامين والمصابين في محطة مصر ..
وهتف الجميع بسقوط حكم العسكر .. وطلب القصاص ...
ما يقارب من 80 أسرة قضت ليلتها تنتحب صغارها ..
وآلاف الشباب يبكون أصدقائهم الذين قضوا بين أيديهم ...
كان الغضب بركان يحتشد في الصدور ..
وانتظر الجميع الجلسة الطارئة لبرلمان الثورة في اليوم التالي ..
لم نكن نأمل .. أو نتمني ..
كنا نري أي إجراء لن يكفي غضب الصدور .. وحزن القلوب ..
مشهد التوابيت المتراصة كان كفيل بإطاحة صواب أي مخلوق ..
وأسترجع عبارة لنائب إخواني يقول في ثقة وتقدير شديد : سيري الشعب المصري ما يثلج صدره من نوابه ..
مصابه هو مصابنا ..
وبدأت الجلسة ... ساعة تلو أخري .. وعشرات النواب يمسكون بكتاب ما عرفنا فيما بعد  انه لائحة المجلس ..
لائحة ؟؟؟؟
هجوم علي وزير الداخلية والحكومة والمجلس العسكري .. لكن رغم سخونة الكلمات .. كان الجو العام يشي بأداء مسرحي
هذا شئ تستشعره .. لا يوصف بكلمات ..
في أعماقي أدركت أن الجلسة لن تسفر عن شيء .. هؤلاء تجمعوا  لعرض مسرحي يتصنعون فيه الغضب بلا خطورة حقيقية ..
وكانت نتائج الجلسة بلجنة تقصي حقائق وإحالة قوانين أكل وشرب وبال عليها الدهر للجنة التشريع كي تتيح للمجلس محاسبة وزير الداخلية !!!!
هذا كابوس بالتاكيد ...
الجلسة انتهت لقرارها ولم تزل الجثامين لم تدفن لكثرتها ..
كان كابوساً ..
لقد فشلت الوزارة علي مدي 5 ايام سابقة لهذا اليوم واثبتت مع كم حوادث السطو المسلح  أي عجز وقلة حيلة لديها ..
اثبتت حكومة الجنزوري كاملة فشلها في التعاطي اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً ..
واثبت المجلس العسكري تصيده لخصومه بأساليب رخيصة قاتلة ..
=
خذل مجلس الشعب شعبه ..
رغم تأكيد المجلس علي كون لجنة التقصي ستقدم نتائجها في ظرف أسبوع .. لكن المشهد التمثيلي كان أقوي من أية تأكيدات
كل هذا الهراء لن يسفر عن شيء ..
اليوم .. بعد مرور أسبوع .. وبعد جلسة بلا رأس أو ذيل اشتبك بها رئيس المجلس مع احد نوابه لكونه رفع الاذان في القاعة ..
انتهوا لمسئولية وزارة الداخلية عن القتلي !!!!!!
وحتمية تطهيرها وهيكلتها !!!! اين الخطة ؟؟ اين القتلة ؟؟ اين المخططين ؟؟
اين آلية العمل ؟؟
=



ما يقرب من 50 فقدوا أعينهم في أحداث وزارة الداخلية ..
لم يزل الضباط يتعمدون تصفية الأعين ..
لكنهم أخذوا حذرهم فصاروا يخفوا وجوههم بلثام ..
وكأنهم لو قدموا للتحقيق سيسجنون أو ماشابه ..
50 يوماً علي احالة قناص العيون للنيابة بلا احالة للمحاكمة او نشر نتائج التحقيقات ...
كم الضغط الذي صار يمارس علي الناس أكبر من أن يحتمل ..
سواء من المجلس العسكري او الشعبي ..
البركان يحتشد .. والصخر المنصهر يزداد التهاباً ..
انا صرت انتظر لحظة الانفجار ..
التي لن تبق ولن تذر ...
=
أتذكر – ولا أدر لماذا – ذلك المشهد الشهير من مدرسة المشاغبين ..
ماهو المنطق ..؟؟!!
المنطق أن هؤلاء كما قلنا آنفاً .. سجنوا وعذبوا وقتلوا .. فلم لا يتحمسون لتطهير المؤسسات التي مارست بهم اشد أنواع التنكيل ؟؟
ما هو المنطق ؟؟؟
المنطق ان بلادنا في حالة حداد علي شباب ذهب يشجع فعاد في توابيت ..
فبأي منطق يمازح رئيس البرلمان نوابه بإهدائهم ( هولز ) .. وبأي صدر يتسع للمزاح يداعب هذا وذاك ؟؟

ما هو المنطق ؟؟؟
المنطق ان لدينا  قتلي .. ولدينا 50 مصاب بخرطوش في أعينهم جعلهم يفقدوها للأبد ..
وتجد وزيرالداخلية وبعض نواب الشعب يشهدون بعدم استخدام الخرطوش بتاتاً ..
ماهو المنطق ؟؟؟
المنطق يقول أن لجان تقصي الحقائق تبرز حقائق بأدلة رسمية يؤخذ بها في التحقيقات .. كم لجنة مرت علينا بلا قرار واحد او متهم واحد ؟؟
ما هو المنطق ؟؟؟
المنطق ان هذه الثورة قامت ضد امتهان الانسان المصري .. فكيف نسمح باصطيادنا  ببنادق الرش في الطرقات ؟؟
ماهو المنطق ؟؟؟
المنطق إن هذه الثورة بذلت الكثير من الدماء ..
فتُري هل تتراجع الآن ؟؟؟؟؟



والله إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراق إخواننا يوماً تلو الآخر لمحزونون ..

on Thursday, February 2, 2012



كم المذابح التي جرؤ عليها العسكر ونفذوها سوء بأنفسهم أو بالداخلية أو البلطجية المأجورين أو العسكريين ذوي الزي المدني لا تعد ولا تحصي ..
وعدد الشهداء المتزايد من 25 يناير يؤكد حقيقة واضحة وجلية ..
إن المجلس العسكري هو نائب مبارك بفكره وضيق أفقه ووحشيته وإستهانته بأرواح المصريين ..
أتذكر قول – عبارة م اللي بيغرقوا دول –
واقارنها بعبارة طنطاوي أمس – حنبحث أمرهم ونصرف لهم التعويضات - ..
وكان الأمر يرتبط بتعويضات ..
وكأن الدم يشتري بالمال ..
وكأن هذه هي حقائق الحياة ..
==
أستعد الخونة بخطة تلائم فوز الأهلي لتنفيذها وكان هذا سيصبح أكثر منطقية ..
لكن فوز المصري كان عاكساً .
وحتم الغباء ان ينفذوا الخطة رغم كل شيء ..
إنها الأوامر تماماً كيوم معركة الجمل الذي نفذه الغباء التنظيمي لمبارك وحاشيته ببراعة ..
فقد مبارك تعاطف الناس في موقعة الجمل وفقدها شفيق ..
واليوم عدد الضحايا فاق موقعة الجمل مرتين ..
ولربما فقد العسكر التعاطف ..
لكننا نبحث عن النتائج ..
لا أقل لهذا الشعب السائل دماً .. المقتول أبداً .. النازف دائماً ..
من إقالة الوزارة بالكامل .. ونبذ العسكر وتنفيذ نقل السلطة  سريعاً في غضون شهرين .
أي هراء آخر من قبيل تقصي الحقائق والتحقيق ومحاسبة المخطئ لا يلزمنا ولا يهمنا وجربناه مراراً وتكراراً ومذبحة تلو الأخري .
هو لاحق وسابق لإجراءات فورية تمتص غضب الناس في الصدور الكامن كبراكين مشتعلة
لا يلوم أحد علي الألتراس في أي عنف ..
فمجلس الشعب ( الباسل ) المنتخب من الشعب تمخص فأراً عن قرار اتهام وزير الداخلية ولجنة تقصي حقائق نتائجها في ظرف أسبوع ..
مجلس الشعب المنتخب الذي نعقد عليه آمال مصر جديدة ..
يكتفي بتحقيق مع وزير داخلية !!!!!!!!!!
أي هراء نحيا به مع كل هذا الدم ..
أتخيل كل شهيد أخي أو صديقي وأرتجف حين أتخيل مشاعري ..
ما بال هؤلاء العجائز الفاسقين الكاذبين السارقين الحاقدين الخونة الفجرة يصفون الشباب المصري الذي كل همه النهوض بهذه  الدولة ..
الشباب الذي يتفجر قوة وحماسة وفتوة ...
الشباب الذي الخير به إلي يوم الدين ..
أي دناءة في الترصد لشباب لديهم العمر والزمن أمام جثث متحركة ..
قارنوا بين ما نستفيده من الجنزوري وبين ما كنا سنستفيده من شاب واحد من شباب الشهداء ...
الجنزوري الأقرب للجثة المتحركة الناطقة .. الذي لم يقدم إنجازاً واحداً نستشعره كشعب وكدولة ..
الذي لم يشف قلوبنا أو صدورنا في القصاص من قتلة قابعين في طرة يعيشون كالملوك
وآخرون في مستشفي فاخرة باهظة لا يحلم بها أحد ..
منظومة فاسدة وفكر خامل عقيم لا يقدم أي شيء لوطن جديد ..
نفكر فقط في إحباط تمرد هؤلاء بعلاوة .. وأولئك بوعود
ألا لعنة الله عليهم أجمعين ..

لا جد في مخيلتي سوي طلب القصاص .. ولا يكفيني ولا يرضيني ولا أتخيل أم شهيد ترتضي بشئ آخر لفلذة كبدها الذي صار إلي رحمة الله ..

علي رجلي دم .. نظرت له ما احتملت
علي إيدي دم.. سألت ليه ؟ لم وصلت
علي كتفي دم.. و حتي علي رأسي دم
أنا كلي دم .. قتلت ؟ ..... والا اتقتلت

 ====
فيديو لألتراس الأهلي 28 يناير 2012 يهتفون فيه ضد العسكر وضد الداخلية  وتحيتهم لشهيد الألتراس محمد مصطفي طالب كلية الهندسة .
اليوم صار شهداء الألتراس يقارب المائة في أقل من شهر وفي حادث واحد ... 
رحمهم الله أجمعين ..

اه يا شرطة يا عسكرية.....انتو كلاب زى الداخلية
اكتب على حيطة الزنزانة...قتل الثوار عار و خيانة
يسقط يسقط يسقط يسقط حكم العسكر
اه يا شرطة يا عسكرية...انتو كلاب زى الداخلية
سامع ام شهيد بتنادى...كلاب العسكر قتلو ولادى
يسقط يسقط حكم العسكر
في الجنة .. يا محمد