نكتب بأيدينا .. تاريخ أغلي الأوطان ....

on Saturday, September 29, 2012


لميدان التحرير لغة ...
لن يفهمها  سوي من هبط إليه وهتف به  وقاتل فيه  ورأي الدم يسيل أنهاراً بين طرقاته  ...
لميدان التحرير تفاصيل ..
لن يدركها أحد سوي من عاشها وأرقته وطاردته في كل لحظة طيلة العامين الماضيين ..
لميدان التحرير قصة ..
لن يسمعها سوي من آمن به .. وبقدرته علي التغيير ..
لميدان التحرير روح ...
لم تنتهي .. ولن تنتهي .. فقد كان المبذول أعمق كثيراً من أن يمحي ..
عن ميدان التحرير أتحدث ..
رجع الصدي ... وألم الذكريات ...
====
في كل قطعة من ميدان التحرير أو الشوارع المحيطة به أطنان من الذكريات لعشرات الألوف ..
ميدان التحرير لا يشمل فقط تلك المنطقة بوسط القاهرة ..
بل في لحظات شمل أحياء كاملة ..
في رمسيس كنا نجابه الشرطة وفي روؤسنا الوصول لميدان التحرير ..
وفي أسماعنا وقع الأخبار عن القتال هناك ..
وعلي ملحمة كوبري قصر النيل ... التي تستحق أن تخلد في تاريخ هذا البلد وذاكرته إلي يوم يبعثون ...
في وسط البلد ..
كان مشهد المجمع من بعيد يلفه دخان قنابل الغاز كفنارة للحرية .. تقنا للوصول إليها ...
في شارع الجلاء .. حيث الإطارات المشتعلة والدخان الخانق الحارق .. 

وألسنة اللهب تلتهم محكمة الجلاء 
 ستار من الدخان الكثيف يحجب الرؤية عن كل شيء ..
وكان التحرير في أذهاننا ...
كان التحرير رمزاً أكثر منه أي شيء آخر ..
كان الاتفاق الغير مكتوب والغير مستفتي عليه ..
أن يكون ميدان التحرير وجهة الجميع ....
أياً كانت العقبات ..


كم الدم في يناير وفبراير 2011 كان يبذل بتضحية لا توصف ..
كانت فكرة الأستشهاد تراود الجميع .. 


 كان القتال واضحاً ..

الأعداء واضحون ..


الأصدقاء واضحون ..
لكن ما تلي ذلك ..
كان غريباً ..
لم يعد الأمر بوضوحه السابق ..
كان الشهداء يتساقطون وربما بشكل أغزر مما شهدناه في يناير ..
لكن العدو لم يكن واضحاً للجميع ..
لم يتضح إلا في النهاية ..
عجزنا كثيراً عن التصديق ..
أن ذات اليد التي تمنينا أن تمتد إلينا مساء 25 و28 يناير ..
كانت هي من تضغط الزناد ...
القول بأن الجيش حمي الثورة ولم يقتل أحد إصرار علي الكذب الصريح ..
قتل العديد من الثوار بيد وتحت سمع وبصر الجيش
في محمد محمود والعباسية 1 و 2 ومجلس الوزراء وماسبيرو وأحداث السفارة الإسرائيلية والسعودية ومسرح البالون
منهم من شاهدته ومنهم من سمعته ..
و يأتي السيد مرسي فيقول : الجيش حمي الثورة ولم يقتل مصرياً ...
فمن يخدع ؟؟
وأي تاريخ تستطيعوا تغييره بكلماتكم .. بينما نزف الدم باق في قلوبنا ؟؟
لا شك لدي أنه من مصلحة كافة اجهزة الدولة السابقة والتابعة للإخوان حالياً محو تاريخ هذه الحقبة ..
محو تاريخ هذه المنطقة بالكامل ..
بدعوة النظافة والتجميل والحفاظ علي مكتسبات ثورة يناير العظيمة ...
محو رسوم الجرافيتي ليست المحاولة الأولي ولن تكون الأخيرة ...
جرافيتي الهتافات في كل شوارع مصر ..
حتي عبارات السباب علي الأجهزة والمؤسسات المختلفة التي تذكرالفاسدين بالإسم ..
وكأنها جدران المعابد الفرعونية تؤرخ لمن يأتي بعدنا ...
العبارات علي أراض التحرير وما حولها ........

يافتات الهتافات والبانرات الخاصة بالأحداث المختلفة ...
أوراق الطلبات والتوعية السياسية ...
فلايرز الجمع المختلفة وايام المليونيات والأحداث المتعاقبة ...
كل هذا تاريخ سطر في رؤسنا  ولن يستطيع أحد محوه ...
====
لكن الذي لن يمحي  ولن يموت سوي بموت من شهده ...
أماكن إستشهاد عشرات من شباب مصر ..
 هذا الرصيف .. هذا السور .. هذا الجدار .. هذه البقعة ..
تلك الكتلة الحديدية ..
كم الأرواح التي سمت إلي بارئها وأضاءت قلوبنا وأبصارنا ..
وشممنا رائحة المسك ممتزجاً بالدم والغاز ..
أبداً لن تموت .......


حاولت طيلة الثورة ومابعدها أن أحتفظ بأرشيفي الخاص ..
هذا تاريخ لا يجب محوه بواسطة كائناً من كان ...
وكان أملي ان يتم إعداد ميدان التحرير بشكل متحف مفتوح وعلي أعلي مستوي يبرز ويخلد جهود الشهداء .. والمصابين .. ويبرز عار القتلة ويكللهم به ما دامت الحياة ..
تخيلت الميدان وفيه نصب تذكاري رائع تمجيداً لثورة بذل فيه الكثير ..
نصب غير تقليدي .. ليس هرماً ولا مكعباً ولا شكل هندسي أجوف ..
تخيلت تمثال مجسم لشهيد بلا وجه ..يحمل علم مصر وزيه زي الشباب البسيط الذي هبط غير عابئ بشئ ..وعلي جوانبه أسماء ومناطق كل شهيد سقط في هذه الثورة ومابعدها ..
فخراً له ولابنائه واهله من بعده ..
تخيلت مناطق استشهاد الطبيب علاء عبد الهادي والشيخ عماد عفت .. والفنان أحمد بسيوني .. وغيرهم ...
كلها بتماثيل نصفية مسلط عليها ضوء وأسفل كل مهم تعريف بالشهيد وحياته وكيفية إستشهاده ..
مكان موقعة الجمل بصور ومجسمات تحكي قصة الغدر والقتل ....

محمد محمود والابقاء علي جزء من الحوائط الخرسانية المرسوم عليها بالجرافيتي .. 

جدران الجامعة الأمريكية ومجلس الوزراء وغيرها كانت تاريخ مسطور ومرسوم .. 


طُلي بلون قبيح تحت عنوان التجميل ..
وماهو سوي تشويه للحقيقة .. وسلب لتاريخ هذه الأمة التي لن تنسي ..

في اليابان  حيث سقطت القنبلة النووية علي هيروشيما فوق مبني الإدارة الإقتصادية للمدينة .. أصرتاليابان أن تبقي المبني كما هو تذكرة دائمة بالحدث الرهيب علي أرضها ...
بقي المبني كما هو تماماً لم تمتد إليه يد الإصلاح او الترميم شاهداً علي وحشية العمل الحربي .. وحداداً علي أرواح الضحايا ..
ترون فيما يلي صوراً للمبني نهاراً وليلاً في يوم 6 أغسطس ذكري المأساة ..




قمة في التقدير لأرواح الذين ذهبوا بلا ذنب جنوه ...
وأحب أن ألفت النظر إلي كون اليابانيين لا يدينون بديانات سماوية ( كفرة يعني ) .

الحقائق ...............
تسليط الضوء علي الحقائق هو ما اردته وحلمت به ...
لم يكن الشهداء الذين سقطوا في محمد محمود بلطجية يريدون اقتحام الداخلية كما صورهم الإعلام الفاسد الموجه المأمور بأوامرالسلطة والحكومة ...
لم يكن شهداء مجلس الوزراء سوي معتصمين سلميين قتلوا غيلة وغدراً كأصدقائهم في ألف موضع آخر ..
لم يكن الشهداءفي العباسية وماسبيرو سوي شباب خرج هاتفاً ظناً منه أن الأمور قد تغيرت ..
وإننا قد بدأنا عصراً جديداً ..لكنهم أخطأوا جميعاً التقدير .

 أتأمل في أرشيفي الخاص ...
ناظراً لهذه الصورة أو تلك ..
هذا الرجل او ذاك ...



وقلبي يعتصره الحزن عليهم ...
أحبوا هذه البلاد وماتوا في سبيلها .. واليوم يتم تهميشهم وتجاهلهم .. ولا يحظون حتي بشرف المحارب ..........
أبداً لن ننساكم ...


      وفى كل مكان فى بلادى سامع صوت شهيد بحياته بيكتب غنوة للفجر الجديد
      حرية وجوه بلادنا مش هنعيش عبيد بين الثورة والكفاح دم شهيد الحرية
      يكتب لبلاده النجاح يحرق سور القمعية ينهى الفساد مهما يطول الزمان
      نكتب بإيدينا تاريخ
      اغلى الأوطان





الداخلية .... أبداً لن ننسي ..............

on Wednesday, September 19, 2012

 
آفة الشعب المصري النسيان ..
لو أنه شعب سريع التعلم لما مكث أجيالاً كاملة يرزخ تحت هذا الإحتلال أو ذاك ..
هذا الطاغية أو ذاك الديكتاتور ...
لهذا أعيد تذكير نفسي وإياكم ..
قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير أساساً ضد جهاز الشرطة ..
 بكل عنفه وقسوته وجبروته ومخالفاته وفساده ...
أختير يوم الخامس والعشرين من يناير ( عيد الشرطة ) تحديداً للإحتجاج وإيصال رسالة أنه قد فاض الكيل من هذا الجهاز ...
 قامت الثورة ضد نظام كامل حماه هذا الجهاز بكل ما أوتي من قوة .. فكرهنا الجهاز وكرهنا النظام ...
ومع شرارة الثورة التي خرجت من كل شارع في مصر من أقصاها لأقصاها ..
كان أيضاً لجهاز الشرطة الفضل الأكبر في تحويل الثورة لآتون مشتعل التهم النظام بأكمله ..
بفضل غبائه ووحشيته الشديدة وقسوته وعنفه اللامحدود في مجابهة التظاهرات الإحتجاجية ..
علت شرارة الثورة لتصبح نار لا تبق ولا تذر ..
 ألتهمت واستنزفت الجهاز في 3 أيام متواصلة ...
معلنة للجميع أنه جهاز خاو .. هش .. قائم علي قوته الغاشمة فقط ..
وليت حتي سقوط الجهاز كان مشرفاً ..
كان سقوطاً مكللاً بالعار ..
في مشهد مهين أرتبط بخلع الزي الرسمي والأستعانة بالبلطجية والمساجين والمسجلين لارهاب الشعب
لم يكتفوا بخروج المهزوم .. بل أصروا أن يخرجوا مكللين بالعار .......
لن أنسي كم الدماء الذي سالت ولا تزال ..
لن أنسي كم الجثث وعدد الشهداء الذي قدمته مصر والذي لم يعاقب لأجله ضابط واحد ..
حكم القضاء ببراءة أغلب القتلة من الضباط لا لعدم إرتكابهم الجريمة ..
وإنما لعدم توافر أدلة مؤكدة تدينهم .. 
وهو أمر طبيعي ومتوقع فلم يصدر أمر إحتجاز لضابط واحد أو إيقاف عن العمل طيلة المحاكمة ..وطبيعي أن يسعوا بكل قوتهم لإتلاف أدلة إتهامهم أو للضغط علي أهالي الشهداء للتنازل .
الآن يستشعر أهالي الشهداء الذين رضوا بدية إبنائهم بأنهم أكثر ذكاءاً وحظاً حين أنصاعوا للضغوط ..
ويستشعر الآخرون ناراً لا تنطفئ حيث لم يحصلوا علي العدل .
في آخر حكم بالبراءة في قضية قتل المتظاهرين بالقليوبية ..

القاضى ترحَّم على ابنه شهيد الثورة وحكم ببراءة ضباط«قتل المتظاهرين»
أتذكر تعهد الرئيس مرسي إبان إنتخابه:

مرسي يتعهد لأسر الشهداء بإعادة محاكمة قتلة الثوار

 وأعلن المرشح الإخواني خلال لقاءه مع أسر الشهداء والمصابين بمقر حزب الحرية والعدالة بوسط القاهرة أنه سيقوم فور انتخابه لرئاسة الجمهورية بتكليف أكفأ فريق عمل من رجال البحث الجنائي والأدلة الجنائية ورجال النيابة العامة والخبراء من كافة المجالات لإعادة فتح التحقيقات في الجرائم التي ارتكبت ضد الثوار بكل المحافظات وتقديمها لسلطة تحقيق من أكفأ القضاة.


===
قدمت مصر ما يقارب الف شهيد ..
وعشرات الآلاف من المصابين المصابين بعاهات وعجز دائم
وألف مفقود ..
مكثنا في  الشوارع المحيطة بمنازلنا نحمي أنفسنا في ثلج يناير من المجهول ..
تحول الشعب بأكمله في لحظة لحراس أمن بينما مكثوا في منازلهم يرتعدون خوفاً ... 
ولا يوجد ضابط واحد عوقب علي هذا !!
يقول أحد أصدقائي وهو ضابط بالجيش المصري: المشكلة ليست في الداخلية ..
ضباط الشرطة محترفون .. يؤدون ما تطلبه السلطة منهم أياً كان .. إن فسدت السلطة فسدوا .. وإن صلحت صلحوا ..
وهو مع كامل إحترامي لغو باطل يراد به حق ...
ليس من المنطقي أن يستدعي رئيس مرئوسه طالباً منه التنكيل وتعذيب خلق الله ..
لا توجد تعليمات بسب الدين وإهانة البشر والتعالي عليهم وإعتبارهم حقاً مكتسباً ..
لا توجد أوامر بالبطش والتعذيب والإستقواء بحكم السلطة ..
فقط أعتادوا السلطة والبطش والقوة ..فصارت منهاجاً لحياتهم ..

سأحاول أن أكون موضوعياً بقدر ما أستطيع في عرض الموقف الراهن الذي يزيد الإحتقان والتوتر بين جهاز الشرطة والمواطنين .. 
عل أحداً يقرأ أو يسمع فينصلح الحال ..

في يناير 2011 جابهت الشرطة المتظاهرين بكل ما أوتيت من قوة وإمكانيات .. 
لم تدخر وسعاً في سبيل إخماد هذه الثورة ..
بدا الأمر بالأمن المركزي المعتاد وأسلوب الكرادين المميز وكسر العظام بالعصي والهروات ..
ثم تطورالأمر لمدافع المياه والغاز المسيل للدموع بكميات لا قبل لمخلوق بها ..
لكن الغضب كان فاق الحدود .. وصار إيقاف هذا الشعب الغاضب ضرب من المستحيل
ثم حصلت الطفرة المجنونة التي لا أستطيع تصديقها للحظتنا هذه من فرط وحشيتها ..
القتل المباشر ..
سقط الشهداء كالمطر علي كوبري قصر النيل وفي ميدان التحرير وفي السويس وفي الاسكندرية ..
قتلوا بدم بارد ..

 آلة القتل العملاقة دارت ولم تبق علي أحد ..
انطلقت المدرعات الشرطية تدهس جحافل البشر ...
ولم يفسر أحد الجهابذة أين سائقي هذه المدرعات .. هل حوكموا ؟؟ هل عوقبوا ؟؟ أين حق العشرات ممن دهسوهم غيلة وغدراً بلا ذنب ؟؟


أنطلقت سيارات مجهولة تسير بسرعة خرافية عامدة متعمدة دهس المتظاهرين ..


أعتلي قناصة أسطح المباني ليزيدوا الشهداء آخرون ..
حرب ضروس عنوانها القتل شنها جهاز رسمي بكامل عتاده وتسليحه .. 
وهي معركة غير متكافئة بالمرة ..
سقط الشهداء في كل مكان من أرض مصر ...
وكان التراجع ترفاً لا نمتلكه ..
هنا بهتت الشرطة ..لأن قواعد اللعبة التي ألفوها عشرات السنين تغيرت ..
  فوجئوا بجحافل غاضبة تفتح صدورها للموت غير مبالية ..
لم يعد حتي القتل مرعباً ..
لهذا كان الفزع والفرار وخلع الزي الرسمي والذوبان وسط الشعب الغاضب هو المفر
واختفت الشرطة تماماً .. لم نلمح زياً رسمياً واحداً طيلة شهر كامل

تلي ذلك ما نعرفه جميعاً عن الانفلات الأمني والسلب والنهب واطلاق السجون والمعتقلين إلخ ...
أعقب ذلك مئات الدعوات لعودة الشرطة ..
وتدليل الشرطة ..
وزيادة مرتباتهم وحوافزهم .. 
وأنا لا مانع لدي إطلاقاً في زيادة رواتبهم .. 
ففي هذا ما يكفيهم الفساد أو الإنحراف .. شأن أي مهنة لها مخاطرها .
لكن هذا لا يعني مطلقاً أن يتم إعفائهم من العقاب إن أسائوا أو أخطئوا ..

لابد أن ندرك جميعاً أن نفسية الشرطي بعد الثورة تحولت .. 
حيث قفزت من الشعور بالسطوة والقوة والسلطة إلي الشعور بنار غضب من الثورة وكل ما يمت لها بصلة .
وهو ما ظهر جلياً في حالة الفراغ الأمني الطويل الذي عشناه طيلة عامين .
لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك ثأر متبادل نشأ وتنامي في الصدور ..
بين شعب خسر شباب في عمر الزهور . 
وبعضه فقد أعضاؤه أو أطرافه دون ذنب جناه سوي طلب الحرية
والأنكي من هذا أن شرطياً واحداً لم يحاسب ..أو تم إيقافه عن العمل .. أو تم تحويله لمحاكمة عسكرية ..
وبين الشرطة التي خسرت هيبتها وسطوتها ومميزاتها .. وترغب في أستعادة كل هذا  ..
لم تتوقف الدعوات المنادية بإعادة هيكلة الداخلية منذ اليوم الأول للثورة ..
وتعاقب وزراء الداخلية محمود وجدي ومنصور العيسوي ومحمد إبراهيم وأحمد جمال ...
وفي عهد كل واحد منهم مذابح تكفي الواحدة منها  لمحاكمة وزير الداخلية فوراً في أي دولة تحترم نفسها وتحترم حياة مواطنيها ..
محمود وجدي   
موقعة الجمل ١٢ شهيد وأكثر من ٥٠٠ مصاب
منصور العيسوي
 ماسبيرو ٢٧ شهيد وأكثر من ٣٠٠ مصاب
محمد محمود ٥٥ شهيدا وأكثر من ٦٠٠ مصاب
مجلس الوزراء ١٤ شهيدا و٢٠٠ مصاب
محمد إبراهيم
بورسعيد ٧١ شهيدا و ٢٥٠ مصاب
وزارة الدفاع ٦ شهداء وأكثر من ١٠٠ مصاب
أي جنون هذا !!!
١٧٥ شهيد ..  والفين مصاب منهم مصابين بعاهات مستديمة ..
أي مجازر تلك التي تقوم بها  أجهزة نظامية المفترض أن تحمي مواطنيها لا أن تجندلهم شهيداً تلو الآخر !!؟؟
إن كم الأحداث التي توجد بها الشرطة كقاسم مشترك كارثي يفوق قدرتي علي التذكر رغم هوايتي الأرشيفية ..

وتتعالي الدعوات واحدة تلو الأخري لتطهير وإعادة هيكلة الداخلية .. ولا حياة لمن تنادي ..
يأتي كل وزير داخلية ليعلن ( حركة تنقلات واسعة لتطهير الوزارة )
أكثر من 10 حركات تنقلات علي مدارعامين .. ولم تنظف الداخلية بعد ولم يتحسن أدائها  ..
ألا يدرك أي أحمق بكم العناوين القادمة أنها طريقة خاطئة ؟؟
أقرأوا معي :
16/ 02/ 2011
16/03/2011

25/05/2011


11/07/2011


28/02/2012

29/07/2012

محمدإبراهيم يصرح : ثاني أكبر حركة تنقلات في جهاز الشرطة بجميع أنحاء الجمهورية


8/8/2012

أحمد جمال الدين وزير الداخلية يصدر حركة تنقلات تشمل العديد من قيادات الوزارة

هو فيه إيه ؟؟؟؟؟
هو كله تنقلات تنقلات ؟؟ 
مفيش هيكلة ؟؟؟ 
مفيش تطهير ؟؟
مفيش تنظيف؟؟
مفيش حبس ؟؟ 
مفيش تحقيق ؟؟
فيه إيه !!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
======
عموماً تعلمنا عدة أمور عن الداخلية ..
جميع خصومها هم مختلون عقلياً أو مضطربون نفسياً او مسجلين خطر أو أصحاب سوابق ..(مثل خالد سعيد وعشرات غيره )
جميع ضباطها مجني عليهم وأبرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب
( قناص العيون في محمد محمود المسجل له صوت وصورة ورغم ذلك لم يحكم عليه بعد ) 
لا يوجد قناصة في وزارة الداخلية ..
لو انا للحظة سلمت جدلاً بأي نظرية تفسر القناصة ..
فمن الذي أعتلي سطح وزارة الداخلية في يناير 

=============
تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي شكلها ( لسخرية القدر ) الهارب شفيق .. 
برئاسة وعضوية كل من : 
المستشار الدكتور عادل قورة الرئيس الأسبق لمحكمة النقض
المستشار محمد أمين المهدي رئيس مجلس الدولة الأسبق
المستشار الدكتور إسكندر غطاس مساعد وزير العدل الأسبق
الأستاذ الدكتور محمد سمير بدران أستاذ الحقوق بجامعة القاهرة
الأستاذة الدكتورة نجوي حسين خليل مدير المركز القومي للبحوث الإجتماعية والجنائية

 وموقعها الرسمي : http://www.ffnc-eg.org/main.html


أكدت في تقريرها النهائي ( الذي نشر في العديد من الجرائد ثم اختفي تماماً ) 

بعض الحقائق التي وجب علي السلطة المنتخبة الحالية النظر والتحقيق فيها وفاء لدم الشهداء .
==========





 =======



كل هذا حق علينا أن نري له تحقيقات دقيقة ونتائج تعرض بشفافية .
ما حدث طيلة عامين هو نوع من أنواع الشو الإعلامي رأينا نتيجته في أحكام البراءات المتتالية .

إن الألف شهيد الذين قتلوا لم يقتلوا بكائنات فضائية .. ولم يقتلوا جميعاً بجوار اقسام أو في حالة دفاع عن النفس .

لدينا شهداء كوبري قصر النيل .. وشهداء القنص .. وشهداء المدرعات .. وشهداء الطلق المباشر كما رأينا في شهيد إسكندرية . 
============

الصور والفيديوهات التي يتم إلتقاطها أثناء المعارك بين الشرطة والشعب الغاضب في محمد محمود ومجلس الوزراء وأحداث نايل سيتي تاورز والسفارة الأمريكية تبرز أمراً غاية في الأهمية ..
 إننا لسنا أمام جهاز نظامي رسمي ..
إننا لسنا أمام جهاز منضبط محكوم بالقوانين ...
أياً من كان علي الجانب الآخر .. 
الفارق بين الجهاز النظامي والعامة أنه يملك القدرة علي ضبط النفس .. والتعامل بإحترافية وإنضباط .
رأينا ذلك في مجابهة قوات شرطة إنجلترا للمظاهرات العنيفة هناك .
بينما نحن .. لدينا عشرات الصور لعشرات الضباط والمجندين يشيرون بأصابعهم إشارات ماجنة يخجل لها الشرف الشرطي 

 - ما سبق صور من معارك السفارة الأمريكية من عدة أيام ويوجد مثلها عشرات منذ بداية الثورة في الاشتباكات المختلفة -

هذا سببه المباشرأن الجهاز بأكمله لم يعاقب علي افعال سابقة فزاد غياً ...
لم أر في أي دولة في العالم جهاز مكافحة الشغب يحمل أفراده الحجارة ويلقي بها تجاه مجموعات غير نظامية أساساً.




 أين تدريبات مكافحة الشغب ؟؟ 
وأين التكتيكات العسكرية ؟؟
ماهي خطة مجابهة تظاهرة ضخمة غير منظمة أو منظمة ؟؟ مسلحة أو غير مسلحة ؟
ماذا يدرس الضباط في كلية الشرطة ؟
بحثت علي جوجول عن تكتيكات قوات مكافحة الشغب ووجدت مقالات علمية محترمة جداً تتحدث عن كل التفاصيل الدقيقة في هذا الأمر ..
وإذا كانت هذه المعلومات متاحة لي كفرد عادي ..
مجدداً ماذا يدرس الطلبة في كلية الشرطة ؟؟ وعلام يتدربون ؟؟ وعلي ماذا تتدرب كل قوات الأمن المركزي الماكثة ليلاً ونهاراً في معسكراتها ؟؟
إذا كانت النهاية تجد ضباط يخلعون ملابسهم الرسمية ويلوحون بأصابعهم وأيديهم للمتظاهرين .. ويقذفون بالحجارة شأنهم شأن المتظاهرين الغير نظاميين ..
فماذا تنتظر من الجنود ؟؟
وماذا تنتظر من جهاز يضم بين جنباته عناصر مماثلة ؟
==
التجاوزات الشرطية ( الفردية ) صارت كلها تدور في إطار إختلاف تحول لشجار .. فأستل الضباط سلاحه الميري وأطلق علي خصمه !!!
أي قواعد تسمح لضابط مهما بلغت به درجة الأستفزاز أن يستل سلاحه ويطلق النار !!!!!!!!!
القواعد موجودة لكنها لا تحترم ..
والقوانين موجودة لكنها لا تنفذ ..

وأكبر مثال علي هذا واقعة ( قناص العيون )
الذي رغم التسجيل المثبت له صوت وصورة .. 
إلا إن الداخلية تقدم مستندات تثبت أن الضابط كان في وقت راحته !!!!
وأن الضابط لم يحمل بندقية قنص ..
وأن السلاح  الذي أستخدمه الضابط لا يصل لمدي أبعد من كذا ..
تقول الداخلية : كل شيء مثبت في (دفاتر الأمن المركزي ) ..
وعلي رأي المثل : الدفاتر دفاترنا والفرح فرحنا ..
أين الجهاز الذي يراقب الداخلية ؟؟ 
وتطبيقها للقوانين ؟؟ 
والذي يشرف علي معاقبتها إن تجاوزت ؟؟
نظام التطهير الذاتي الذي تمارسه الداخلية طيلة سنتين لا يتحرك بنا قيد أنملة للامام ..ولا معني له ولا وجود في أي نظام يحترم نفسه ومواطنيه ..
==
من ضمن التكتيكات العار علي أي جهاز أمني محترم هو الإستعانة بمجندين يرتدون الزي المدني في محاولة للتملص والتنصل من مسئولية التجاوزات ..
 الصورة مأخوذة من موقع اليوم السابع إبان فض إعتصام جامعة النيل بالقوة الجبرية يوم 17 سبتمبر 2012
المصيبة أنهم يمارسون هذا نهاراً جهاراً .. فتأتي سيارات شرطة محملة بجموعات في ملابس مدنية ويهبطوا منها علي مرأي ومسمع ويشاركوا ببسالة في فض الاعتصام ثم يذهبوا من حيث أتوا ..!!!!
وتخرج التصريحات الرسمية المندهشة : لم يتم فض الإعتصام بالقوة !!!!!

==
في فض إعتصام طلبة جامعة النيل الأهلية ..
كان إعتداء علي اعتصام سلمي لا يعطل طريق او عمل ويستند منطق صحيح .
الأستعانة بقوات ترتدي الزي المدني ..
سحل وضرب كلاً من المعتصمين او عائلاتهم ..
تلفيق التهم المعتادة بالأعتداء علي قوات الأمن إلخ ......
أنتظرنا عامين لتتكرر ذات الممارسات القمعية وذات الإستجابة الفورية للأوامر دون النظر لعواقبها ..
جهاز الشرطة اليوم يسير في خدمة الحاكم كالمعتاد ..
ويلقي جانباً كل دروس الثورة التي تلقاها في شوارع وميادين مصر ..
ووسط كل هذا السواد .. تجابه جمعيات حقوق الإنسان اليأس وتضع برنامجاً تلو الآخر لإصلاح الداخلية وإعادة هيكلتها ..
إلا أنه صار من الواضح انه ليس هناك رغبة سياسية في هذا ..

اقرأوا المبادرة الوطنية لإعادة بناء الشرطة 

لتعرفوا أن هناك فارق ضخم بين ما تتحدث عنه هذه المباردة وبين أرض الواقع ..

ما يحدث هو شو إعلامي .. 

وما نريده يعتبره السادة في جهاز الشرطة إنتقاصاً لهيبتهم وكرامتهم ..

بينما مفترض أن لا يخشوا شيئاً طالما يعملون وفقاً للقانون .

====


الشرطة تحتاج لإعادة هيكلة بالمعني الحرفي للكلمة ..

لي كل الفخر حين أري شرطة بلادي مرهوبة الجانب بالقانون ..

لي كل الفخر حين أري ضابط الشرطة عاد حلماً لكل النشئ الجديد لأنه حامي المجتمع ..

فصل القول ..
يظل الوضع محتقناً ..
وتظل الكراهية متبادلة ..
حتي يوقن الناس من سيادة العدل ودولة القانون ..
فيحاكم ويسجن من أخطأ ..
ويصان ويكرم الشهداء والمصابين ..
  
هذا زمن الحق الضائع
لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!

صلاح عبد الصبور