محمد كريستي - محمد الجندي - عمرو سعد عبد الرحيم ( احفروهم في القلوب)

on Monday, February 4, 2013

 {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }
أقاوم دموعي بصعوبة ...

حتمية الكتابة تأتي من إحساسي بواجب تجاه من قتل ..

ألا أنساهم ..

وأن أسعي جاهداً كي يعرفهم الجميع ولا ينسوهم أيضاً ..

الأسبوع الأول من فبراير لعام 2013

تفقد مصر 3 من شبابها ..

أحلام شابة تدثرت بكفن أبيض ..

حياة لم تبدأ بعد ..

أسرة لم تتكون ...

بلا ذنب فعلي يمكنك أن تبرر به إنهم يستحقون هذه النهاية ..

التفسير المنطقي والعقلاني للأمور لا يقول أن من يخرج في مظاهرة كُتب عليه الموت ..

أن تسلب حياة إنسان لا لشيء سوي إنه خرج معترضاً أمر لا يعقل .....

حتي المخربين حياتهم ملك للخالق ليس من حق أحد أن ينتزعها ببساطة لأنه قرر ذلك ...

ووسط كل هذا ..

تجد الحياة تمضي ...

تمضي ببساطة تاركة خلفها عشرات القلوب المحطمة .. والأمهات الثكلي ..

وينعم القتلة آمنين ..

======

التفاصيل هي ما يقتل قلوبنا ...

ليس الخبر وحده ..

حتي تفصيلة تاريخ الوفاة لو تفكرنا بها .. سنموت كمداً ..

جري العرف ان تفاصيل كهذه لا يفكر بها سوي المعنيين مباشرة بالشهداء ..

لكن اليوم أشعر كل هؤلاء الشهداء هم اخواني واخواتي وأصدقائي ..

حق علي معرفة كل لحظة وكل تفصيلة لهم في اللحظات الأخيرة وما قبلها ..

ليكون شعار : ( الشهداء مش أرقام )  واقع فعلي نعيشه ...



الشهيد محمد حسين قرني ( محمد كريستي ) 

23 سنة

طالب بالفرقة الرابعة بكلية تجارة – جامعة القاهرة

عامه الجامعي الأخير ..

تُري هل كان سيجند ؟؟

هل سيجد عملاً بعد خروجه من الجيش او إنتهاء الدراسة ؟؟

ماذا كانت أحلامه ؟؟

أمنياته .. ؟

تُري متي كان سيتزوج ؟؟ أو كان ليفعل ؟؟

ترك محمد حسين ( كريستي ) كل هذه الحياة المديدة خلفه ..

وهبط للإتحادية معارضاً للرئيس الذي أعطاه صوته أملاً وظناً منه أنه يفعل الصواب ..

وأن هذا الرئيس هو فجر أمل جديد لمصر ...

هبط للإتحادية ليتلقي رصاص في القلب وخرطوش في الرقبة هو ميري في الأغلب ..
 

لكننا كالعادة لن نجد أدلة تؤكد هذا ..

وسيضيع دمه في المحاكم كما ضاع حق مئات قبله ..

محمد كريستي سمه نفسه بهذا منذ مذبحة ماسبيرو .. تعاطفاً منه لشهداء المذبحة  الذين سبقوه برصاص الجيش .

أكثر ما يصيبنا في مقتل ..

ورقة عثر عليها فى جيب "كريستي" كان قد كتب فيها وصيته مبرزا اسمه ورقمه القومي، موضحًا أنه طالب بكلية التجارة بجامعة القاهرة، مضيفا "إذا مت عاوز جنازة من التحرير زي جيكا"

صار حلم الشباب جنازة شعبية تخرج من أطهر بقاع المحروسة .. جنازة تودعهم ...

==

الشهيد محمد الجندي

28 سنة

مرشد سياحي

عاشق آخر لهذه البلاد القاسية علي أبنائها ..

عاشق آخر لبلاد أدمنت دم أنقي من فيها ...

زار محمد بلاداً كثيرة ..



  أنظف وأجمل من مصر ..

لكنه عشق بلاده  بشدة .. وكانت كل أمانيه أن تختلف مصر يوماً لتصير أجمل وأنظف ..

تُري لماذا لم يستقر المقام به في الخارج ؟؟

 لماذا لم يلتفت لحياته التي قاب قوسين أو أدني من بدء مرحلة جديدة بتكوين أسرة صغيرة ؟؟

لماذا أصر علي أن تصبح مصر أنظف ؟؟

إن كانت هي تأبي ..

يتواجد محمد بالتحرير في مظاهرات ضد نظام أيد رئيسه وأنتخبه ظناً منه هو الآخر أن هناك أمل في ان تتغير مصر .

ويختفي محمد .. وتتواتر الأخبار من بعض المعتقلين الذين أفرج عنهم أنه في معسكر الأمن المركزي بالجبل الأحمر

ومع الضغط الذي قام به زملاؤه امام معسكر الجبل الأحمر وأمام محافظة طنطا مسقط رأسه ..

ظهر محمد بعد 4 أيام في مستشفي الهلال


التقرير الطبي المبدئي لمحمد الجندي :  

كسر فى الجمجمة

كسر بثلاثة اضلاع.

بعض الأسنان مهشمة.

آثار أسلاك كهربائية على الرقبة و باللسان .

آثار كي بالنار علي الوجه وعلي الرقبة و بالظهر والبطن

كدمات بكافة أرجاء جسده



أي سفاحين في هذه الدولة ؟؟ أي طغمة أوغاد تتقاضي رواتبها مننا لتقتلنا بها ؟

مكث محمد الجندي 4 أيام في العناية المركزة .. 

إلا أنه لقي بارئه صباح اليوم ..

تاركاً خلفه أم ثكلي لم يسعد قلبها به بعد ........

تاركاً خلفه غضب ومرارة وغضب في نفوسنا جميعاً ..

أستعيد قراءة كلمات محمد الجندي علي تويتر ...

أستعيد روحه المرحة .. 


وأتذكر وجهه المبتسم ..

أقرأ إحباطاته .. وإيمانه بهدفه ..



ورغماً عني ..

أبكي بحرقة ..........

==

الشهيد عمرو سعد عبد الرحيم

20 سنة

مرة أخري زهرة العمر تفقد عبيرها ...

عمرو  منجد بمنطقة عين شمس

أستشهد عمرو برصاصة في الرأس وخرطوش في الصدر ..

وكالعادة لن نجد من يتحدث عن نوع الطلقات أو كونها أنطلقت من سلاح ميري أم لا ..

فجأة يصاب الجميع بالصمم والخرس تجاه هذه النقاط المفصلية تحديداً ..

والذي يزيد الأمر إيلاماً أن جسد عمرو سحل بعد إصابته ليصاب وجهه وجسده بكدمات وتورم ..

الأمر الذي يقرب إلي أذهاننا فكرة من فعل هذا ...

لكنك لن تجد من سيتساءل عن كل هذا ..

فقط ستجد من يتساءل : وهو كان بيعمل ايه هناك ؟؟

وتجد آخر يقول : شوف بقي هو كان بيعمل ايه بيحدف مولتوف ع الشرطة ولا ايه

كم أصبحت الحياة رخيصة في نظر المصريين ..

الأرزقية وعاملي اليومية هم أقرب ما يكونوا لنظرية دارينا يا حيط ..

ولكنهم أيضاً أقرب من يكون إلي الثورة.. فلم يعد لديهم ما يخسروه .. ولا فائدة ترجي من إعمال العقل ..

===

يقتلني إننا مؤخراً صرنا نشيع الجنازات بأسرع وتيرة نتخيلها ورغم هذا يزداد التبلد والجمود في رد الفعل ...

وجع القلب في صوت ودموع أمهات الشهداء الثكالي لا يستطيع أحدنا إحتماله ..

فنلجأ للأستراتيجية الدفاعية الشهيرة ..

تناس الأمر ..

ألقه جانباً ....


==

مستشفي هليوبوليس أصدرت بياناً صحفياً ذكرت فيه أنها أستقبلت 26 مصابا من المتظاهرين أمام الاتحادية ، وأن الإصابات تراوحت ما بين طلقات نارية وخرطوش، وجروح وسحجات، وكدمات وكسور !!!!!!!!!

هو فيه إيه ؟؟؟؟؟؟

علي الجانب الآخر لا أدر حقيقة الإصابات في صفوف الشرطة – ولا أهتم – ...

جهاز الشرطة جهاز فاسد عفن فاحت رائحته منذ زمن ولا تأخذني به رحمة أو شفقة أو حتي تعاطف ..

إنهم يجنون كراهية ما صنعوا طيلة سنوات مضت ... فلتيحملوا نتيجة أفعالهم كخصيان لنظام فاشل فاسد مثلهم ...



رأينا كلنا إحتجاجات اليونان وإنجلترا العام الماضي .. الدنيا أنقلبت لمقتل واحد بإيدي الشرطة ..

وهانحن نقدم ثلاثة شباب في عمر الزهور دون تقديم رتبة واحدة لمحاكمة علنية بقصاص عادل .

صار جهاز الشرطة في مصر مماثلأً في رأيي لسجن الباستيل الفرنسي رمز الطغيان ..

والذي لم يسقط سوي بزحف الثوار الفرنسيين عليه وهدمه بأيديهم .



القاتل الذي يمنحه قاتل مثله سلطة إستخدام الرصاص الحي أو الخرطوش في أماكن قاتلة ملكه لن يدوم .