بدأ الصف الثوري ينوء بما يحمله ...
وبدأ يتراجع ويتقهقر خطوات نتيجة الضربات العنيفة التي
تكال له كل يوم ..
ولعل الجزء
الأكثر إيلاماً أن تأتي الضربة من ذات النسيج
الذي ننتمي إليه ..
نسيج الوطن ..
لقد أعتاد الثوريين هجوم السلطة وشراستها وجنونها ..
لكنهم في أعماقهم كانوا يدركون دوماً أن هناك كثيرون
معهم ..
خلف أسوار الصمت والخوف ..
هناك من يدرك أن الحق حقاً .. وأن الباطل باطل ...
ويمنون أنفسهم
يوماً أن يسقط حاجز الصمت والخوف ..
أستمدوا صلابتهم وعنادهم من مجرد أمل بالصدور ..
==
اليوم ..
صار القتال الأشرس والأصعب والأكثر ألماً علي النفس ..
قتال
من أملت بهم يوماً وآمنت بهم يوماً .. وخرجت في سبيلهم يوماً ..
وناديت بحريتهم
باذلاً نفسك ولا تبالي ..
يوماً ..
لا أظن نفسية الثوار تتبدل ..
هم مؤمنون بحقهم في الحلم .. وحقهم في غد أفضل لهم وللبشر
كافة في هذا
الوطن ..
هم مؤمنون بالحرية بلا شروط للجميع .. وبالحياة الأفضل للجميع ...
لا يصنفوا ولا يتحزبوا ولا يصفون حسابات ما ..
مطالبهم ومطالبنا جميعاً بسيطة ..
مطالبنا أبسط من أن تفسر ..
حياة يكون العدل بها عنواناً وإتجاه وطريق ..
طيلة ثلاثة سنوات مضت تعلمنا الكثير ...
أول درس تعلمناه أن مستوي حماقتنا فاق مستوي فساد هذه
الدولة ..
وأنه ليس هناك ثورات مهذبة مثالية تقطر أدباً وسلاماً تفوز بأي
شيء ..
تعلمنا أن الثقة أثمن من أي شيء .. لا تهب ولا تمنح ولا
تتداول ..
كم من صدمنا بهم بعد الثورة فاق الخيال ذاته .. أسماء
شكلت
وعينا وتفكيرنا لسنوات طويلة ..
أسماء صنعنا منها مثالاً لما ينبغي عليه أن يكون المناضل
الحر ...
أصناماً كثيرة تهاوت ..
وأصناماً أكثر أحترقت .. ومع كل صنم تهاوي أو أحترق ..
أنتزع من وعينا وثوابتنا جدراناً كاملة ...
صار البناء الصلب المحكم علي ثوابت .. بناء خرب ملئ
بالثقوب ..
فجر مشاعري اليوم كلمات قرأتها لأدرك مدي الشرخ النفسي
الذي نعانيه جميعاً كصف ثوري ..
ليس الخوف .. ولا الإنكسار ..
وإنما هو العشور العبثي ..
إنك تبذل نفسك وجهدك ووقتك وحياتك وكل ما تملك في سبيل
ماذا ؟؟
لاشيء ..
أنت والعدم سواء بسواء ..
لا أحد يستفيد من جهدك .. ولا أنت تستفيد من بذلك ..
فقط تخسر كل يوم المزيد والمزيد ..
فقط تزداد الثقوب اتساعاً .. والخراب أتساعاً ..
« من يوم ما خرجت من السجن وأنا بحاول جاهدا أرجع أبقى بني آدم طبيعي واشتغل وآخد بالي من ابني».
يوميا باجي على نصف اليوم واتنح واسأل نفسي أنا إزاي مطلوب مني أبقى طبيعي في وسط الظروف دي؟ اشتغل إزاي وأنا مش عارف أنا راجع السجن بعد كام أسبوع ولا كام شهر ولا كام سنة؟»
وأضاف :«أنا زهقت وتعبت، أنا مش عايز أتحبس تاني، وعايز أقوم شغلي اللي عطلان بقاله سنة وشوية وعايز آخد بالي من ابني اللي فقد النطق بسبب اللي شافه بيجرالنا طوال السنة وشوية دول، أنا بناضل عشان أخلق لنفسي مساحة الحرية اللي تسمحلي اسلم نمر يا بشر، والمصيبة بيتزايد علي لما أقول كده من رفاق مش لاقينهم لما نعمل مظاهرة عشان معتقلين».
==
يا رب بس الواحد لو أتحبس يبقى ساخط على السلطة فقط، وما يتحولش لوحش كاره المجتمع،الرغبة في داخلي الآن رؤية ماذا سيفعل قضاة دعمناهم بتظاهرات في معركتهم وإحنا "هٌبل" صغيرين سنة 2006، والآن هل سيحكمون علينا بسبب مظاهرة نٌظمت في عهد سلطة "جرمت" التظاهر مع أنها جاءت به
يا ريت كنت أعرف أهرب وأستخبى؛ بس الحقيقة، لازم أواجه، مواجهة ميزان القوى فيها اعلم انه ليس في مصلحتنا، لكن لا بد من تلك المواجهة حفاظا علي سلامتي النفسية بالأساس اللي بدأت تروح من فترة، عشان لو في عقاب نستحقه عشان حلمنا بحياة أفضل للبشر ناخدة وخلاص. الضامن هو الله ومش عايزة حد يلبسنا دور بطولة ما نستحقهاش .
اثنان من أشهر مناضلي مصر ضد مبارك ومرسي والآن
السيسي بم تشعر وأنت تقرأ كلماتهم ..
أتشعر بضيق الصدر ؟؟ بظلام الأفق ؟؟
إن كانت هذه كلمات من أعتاد القمع والترهيب ..
ماذا ننتظر من أنفسنا ؟؟
قد عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟
لاشيء يبدو في السماء أمامنا
غير الظلام وصورة الجلادفي كل ركن من ربوع بلاديتبدو أمامي صورة الجلادضاق الزمان بثورتي و عناديأحببتها ......حتى الثمالة بينماباعت صباها الغض ..... للأوغادلم يبق فيها غير ...... صبح كاذبو صراخ أرض في لظى استعبادلا تسألوني عن .... دموع بلاديعن حزنها في لحظة استشهادفي كل شبر من ثراها ..... صرخةكانت تهرول خلفنا و تناديأجسادنا كانت تعانق بعضهاكوداع أحباب بلا ميعادالبحر لم يرحم براءة عمرناتتزاحم الأجساد في الأجسادحتى الشهادة راوغتني لحظةوأستيقظت فجراً أضاء فؤاديهذا قميصي فيه .... وجه بنيتيودعاء أمي .... كيس ملح زاديردوا إلى أمي القميص.... فقد رات مالا أرىمن غربتي ... ومراديوطن بخيل .... باعني في غفلةحين اشترته عصابة الإفسادشاهدت من خلف الحدود .... مواكباللجوع تصرخ في حمى الأسيادكانت حشود الموت تمرح حولناوالعمر يبكي ..... والحنين يناديما بين عمرٍ ...... فر مني هارباوحكاية يزهو بها أولاديعن عاشق هجر البلاد وأهلهاومضى وراء المال والأمجادكل الحكاية ...... أنها ضاقت بناوأستسلمت للص والقوادفي لحظة...... سكن الوجودتناثرت حولي مرايا الموت والميلادقد كان آخر ما لمحت على المدىو النبض يخبو صورة الجلادقد كان يضحك والعصابة حولهوعلى امتداد النهر يبكي الواديوصرخت..... والكلمات تهرب من فميهذي بلادُ............ لم تعد كبلادي !!!
- فاروق جويدة -
#الحرية_للجدعان
#ماهينور_المصري
#علاء_عبدالفتاح
#أحمد_دومة
#الحرية_لمصر
#ماهينور_المصري
#علاء_عبدالفتاح
#أحمد_دومة
#الحرية_لمصر