قد ذهب الإخوان .. فماذا نحن فاعلون ؟!

on Friday, August 30, 2013



الكتابة متنفس لا شك في ذلك ..
لكن كم الضغوط أحياناً تجعلك تحجم عن الكتابة ..
لأن كل ما يحيطك سئ بما يكفي .. فلا تحتمل أن تخرج كتابتك ركيكة غير مقنعة لك شخصياً .. وبالتالي تزداد الأمور سوءاً ..
مؤخراً .. القابض علي ثوريته .. كالقابض علي جمرة من النار ..
هناك بديهيات .. وتابوهات لا أقترب منها ولا أحاول تناسيها أو إلقائها جانباً لأي سبب ..
ببساطة شديدة .. كان نظام مبارك نظام فاسد قاتل أستباح الدولة بما فيها ومن عليها وعمل في سبيل طبقة واحدة فقط فكان حقاً علينا إسقاطه ..
وساندته داخلية قاتلة مارقة لا تعرف للعمل الأمني الإحترافي سبيلاً ولا تقيم للأعراف وزناً أو إحتراماً ..فكانت الدعوات لثورة يناير اصلاً موجهة لها كسبب رئيسي .
تلا مبارك المجلس العسكري الذي حاول إحتواء هذه الثورة بالترهيب حيناً وبالتنكيل حيناً  وظن خطأ أنه يمكن إعادة الشعب لحظيرة الطاعة .. لذا كان إستمرار الثورة وإزاحته واجب ..
تلاهما الإخوان الذين ظنوا أن مصر دانت لهم بإسم القانون وشرعية الصندوق (المحشود له )  ومطية الديمقراطية المقنعة  ..
فعاثوا فيها فساداً وخططوا  لمصر كما يريدونها لا كما يريد شعبها .. فكانت الإطاحة بهم حلقة من سلسلة الثورة المستمرة دائماً وأبداً حتي تحقق أهدافها ..
وسط كل هذه الأحداث الكبري .. والفترات الممتدة .. تتعثر بنماذج من عينة شفيق .. ومصطفي بكري  ومعتز بالله عبد الفتاح .. وباكينام الشرقاوي وعصام سلطان .. وغيرهم ممن يحسبون كأذيال لأنظمة أحتوتهم وآوتهم .. سواء كانوا تابعين لعصر فساد مبارك او عصر فساد الإخوان ..
الميزة الوحيدة علي مدار الفترة السابقة ان الأقنعة تتساقط وتزيح عن أعيننا جميعاً غمامة لا نراها . ندرك بوضوح : من معنا .. ومن ضدنا ..
اليوم .. ينظر الجميع أو الأغلبية - لنتوخي الصدق-  للمؤسسة العسكرية علي إنها المنقذ من شراسة وشمولية وفاشية الإخوان ..
وفي سبيل هذا ينحون جانباً كل شيء .. فيتغاضوا عن خروج مبارك ورجاله .. ويغضوا الطرف عن  الإشادة المستمرة بالداخلية التي لم تتطهر ليومنا هذا ولم يعاقب ضابط واحد بها علي قتله للمتظاهرين في يناير . ويغضوا الطرف عن عودة الأعتقالات العشوائية والتعقب الأمني وإنتهاك الحريات والحقوق كل ذلك في سبيل الخلاص من الإخوان .

واقع الأمر إني غير قادر علي التعاطف مع إنتهاك حريات الإخوان أو تهميشهم أو التشدق بالقانون  وتفصيل تهم محكمة لهم ..فكل هذا أرتكبه الإخوان أنفسهم في العام الذي أمضوه في السلطة .. فهمشوا المعارضة  والإعتراضات الشعبية وإستخدموا القانون بثغراته وخطوطه الرفيعة في التنكيل بمعارضيهم
إنهم يذوقوا ذات الكأس وعلي الباغي اليوم تدورالدوائر ..
لكني في ذات الوقت علي يقين أن الدوائر ستمر علي أجسادنا  تمزقها وتكوينا بذات النيران ..
جل ما أفكر به الآن .. إنني أدعو الله أن يتم طي صفحة الإخوان إلي غير رجعة ..
لنلتفت إلي المهم .. إلي هذا الوطن ..
هاقد ذهب الإخوان .. فماذا عن الغلاء ..
ماذا عن الإقتصاد المتدهور ..
ماذا عن الأمن الغائب .. وأقصد به الأمن الجنائي والعام ..
انتهت أسطورة الإخوان .. فماذا أنتم فاعلون ؟؟؟
هل نعود إلي أيام المخلوع فنحمد الله علي نعمة الأمن وإستقرار الحال وندعنا من كل الهراء حول الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ؟
ما لا يعرفه أهالي القاهرة والإسكندرية والمحافظات الكبري .. أن أمراً لم يتغير في الصعيد ومحافظات الوجه البحري ..
لم يعنيهم أن مبارك قد ذهب .. أو ان المجلس العسكري قد جاء ورحل .. أو ان الإخوان قدموا وارتحلوا ..
لم ولن يعنيهم سوي السعي اليومي وراء ( لقمة العيش ) ..
العذاب المقيم حول الحياة غداً ..
هل نحيا أم نموت ..
الدولة هناك مفهومها  شبه معدوم .. فلا هي تقدم شيئاً لهم .. ولا هم ينتظرون شيئاً منها ..
أبسط الخدمات من ماء وكهرباء وصرف صحي غير متوافرة .. وبالتالي : من ذا الذي سمع عن الحكومة هناك ؟؟
كل هذا التناحر وكل هذه الكراهية وكل هذا الجدال سيذهب ويبقي الشعب بائساً فقيراً متعباً مجهداً  يعاني من طلب لقمة العيش بشكل يومي ..
من إنعدام نظافة الشوارع ..
من إنعدام أمنها ..
من إنعدام إضاءتها
==
الأمر الذي أثار حنقي بالفعل .. ودفعني دفعاً لخط كل ما سبق
خبر نشرته اليوم جريدة الشروق ..عنوانه : أجهزة سيادية تكشف مخططًاإخوانيًا لإرهاق مصر بالأزمات

وكأن مصر غير متخمة أساساً بالأزمات ..

وكأن مصر تنتظر بقايا الإخوان ليغرقوها بالمشاكل و الفوضي  ..

تفاصيل الخبر تزيد من ارتفاع ضغط الدم  ..

حيث قالت المصادر ( السيادية )  إنها رصدت محادثة كتابية تمت بين مجموعات سرية لأمناء شباب حزب الحرية والعدالة، مساء الأربعاء الماضى، عبر صفحات التواصل الاجتماعى

والنبي ايه .. ضاقت الدنيا بما رحبت .. فلم يستطع هؤلاء المتأمرون عقد إجتماع  في مكان غير صفحات الفيس بوك والمرئية كمان لا المغلقة 

وبغض النظر ... لم أستسغ تصدير أمر واقع مقدماً ..

وبإنتظار ماستسفر عنه الأيام القادمة ..

ستنجح هذه الثورة حين يدرك الناس أن مصلحتهم فوق كل إعتبار ..

وحين يدرك من في السلطة أن عليهم تقديم فروض الطاعة والولاء لشعب لن يخنع مجدداً ..