سنظل دوماً ضد من سرق وقتل وخان وباع ...

on Saturday, June 29, 2013




مرة أخري تعود مصر لتتصدر المشهد 

مصر الثائرة ...

مصر التي نهضت في يناير .. تعود لتنهض في يونيو 

حقاً لسنا علي قلب رجل واحد ..

لكن كثيرون ضد النظام ..

بعيداً عن تسمية من يتولي السلطة ..

مصر اليوم ثائرة ضد الفقر والقهر والسرقة والقتل والعنف والبؤس والكذب والخداع والإدارة السيئة

ثائرة ضد أسلوب إدارة ونظام لا يختلف كثيراً عن الذي سبقه ..

يتصادف فقط أن يكون النظام تابعاً للإخوان ..وهو أمر لا يعني الكثيرون في لحظتنا هذه ..

كن إخوان أو كن جنياً ..

الثورة تنهض من جديد ضد كل ما سبق ذكره

وليس ضد أيدولوجيات ..

==

أكتب اليوم قبيل مظاهرات 30 يونيو المرتقبة مع تصاعد نبرة شق الصف التي يستفيد منها الجميع عدا الثورة ..

يتحدث كثيرون اليوم حول تحالف الثورة مع الفلول تارة

ومع العسكر تارة 

ومع الشرطة تارة ..

لا ينكر أحد إختلاط الأمور بعض الشئ ..

ولا ينكر أحد أن رغبة الخلاص من الحكم الشمولي القمعي الفاشي للإخوان

صار رغبة تبذل من أجلها التضحيات ..

لكن .. واقع الأمر أن من يتخذ أنصاف الحلول في الغالب هو من منتهجي هذه الطريقة منذ البداية ..

الذي يري التحالف مع العسكر او الفلول او الشرطة سبيلاً لإزاحة الإخوان .. هو ذاته من رأي قبل ذلك أنه لا ضير في بقاء مبارك 6أشهر إضافية .. وهو نفسه الذي رأي أنه لا بأس بشفيق ..

وهو ذاته الذي رأي ان الشرطة بحاجة للدعم النفسي لتعود لسابق عهدها مرة أخري 

وهو ذاته الذي رأي انه لا ضير من مشاركة الفلول وأتباع مبارك في إنتخابات الرئاسة من قبل ..

القناعات لا تتغير ولا تنقسم ..

من رأي أن كل ما سبق لا بأس به .. هو ذاته من يري الآن أنه لا بأس بتحالف ما في سبيل إزاحة غمة كالإخوان تحت شعار : الضرورات تبيح المحظورات .

==

الفصيل الثوري الذي أتشرف بالأنتماء إليه ..

يري أنه لا خير في أي فصيل سوي  الفصيل الثوري ..

ذاك الفريق الذي ذاق الهم والدم ..

من قام بثورة آملاً في التخلص من نظام مبارك بفلوله بأذنابه بفساده 

وهو ذاته الفصيل الذي رفض الحكم العسكري الذي أحتوي الثورة وعقد إتفاقات خروج آمن لقتلة يدهم مخضبة بالدم المصري وعقد صفقات مع جماعات الإسلام السياسي بعد إخراجهم من المعتقلات 

وعري وقتل وسحل ودهس المصريين دون تقديم مذنب واحد للعدالة .

هو ذاته الذي يري الشرطة قاتلة آثمة لم يعاقب فرد واحد منها علي قتل العشرات بغير وجه حق ..

هو ذاته الذي يري الإخوان اليوم نظام فاشي ظالم لا يختلف عن من سبقوه .

الفصيل الثوري اليوم لا يتشرف بمشاركة الفلول ومحبي العسكر والمتعاطفين مع الشرطة وعاشقي الإخوان 

لا يتشرف ولا يمد يده ولا يشارك ولا يهادن أحد ...

الموقف ببساطة يتكرر .. ثورة يدعو إليها الفصيل الثوري الذي وقف ضد مبارك وضد أذنابه ومن بعدهم وقف ضد المجلس العسكري  ومن بعده وقف ضد الاخوان بخيانتهم للعهود والمواثيق



اليوم يقوم المنتفعين من النظام السابق والمتعاطفين مع مبارك ونظامه وكارهي الإخوان من حزب الكنبة  بالهبوط للشارع لجانب الصف الثوري الذي لم يتخاذل يوماً ولم يتراجع عن مبادئه .

اليوم يهبط محبي الجيش ومن تأثروا بدعاية الجيش والشعب يد واحدة ناسيين كل ما ارتكبه المجلس العسكري في فترة حكمه من قتل  ودهس وحماية للشرطة واحتواء للثورة ورفضه لكل مقترح ثوري من شأنه إصلاح الشأن الداخلي آملين في حماية الجيش ودعمه ضد الإخوان .

ويهبط رجال الشرطة أو بعضهم رغبة في التخلص من الحكم الإخواني الذي  سلبهم سطوتهم وتحكم بهم وبقياداتهم مسيطراً عليهم في سبيل خدمته وحمايته .

ويهبط لجوار كل هؤلاء البسطاء والمهمشين وضحايا كل فصيل .. ضحايا نظام مبارك .. وضحايا الحكم العسكري وضحايا حكم الإخوان كل هؤلاء يهبطون لجوار الصف الثوري وكل منهم له رغبة وهدف وأمل ربما تتفق في إزاحة الإخوان .. لكنها بالتأكيد تختلف في البدائل .

وعليه .. من يهبط متمسحاً في الثورة ومفرادتها لا ذنب لنا فيه ..ولا حكم لنا عليه ..

فقط نظل مخلصين لمبادئنا وأهدافنا ولا ننسي ...

أبداً لن ننسي .. 
سنظل دوماً ضد من سرق وقتل وخان وباع
 

احمد شفيق دي مش ثورة طبعا

 المجلس العسكري

الإخوان

الإتساق مع النفس ...

on Friday, June 14, 2013



انقطعت فترة طويلة عن التدوين لأسباب أنا نفسي لا اعلمها ولربما أعزوها لشعور عام ( بالقرف ) ..

العبثية تتجلي حين تشعر أن كل ما تكتبه أو تفكر به أو تتحدث به هو هباء منثور .. تحادث نفسك حرفياً ..

لا أحد يستمع أو ينصت وبالتالي يبق ما تتحدث فيه لا يهم أحداً سواك .. ولا يؤلم أحداً سواك ..

رغم أن ما تتحدث به هو شأن عام يهمك ويهم الجميع .. لكن الآن نعايش وجهة النظر الشخصية .

لا أحد يريد الإستماع لوجهة نظر أخري وإن أستمع قد لا يقتنع .. وإن أقتنع لا يسعي معك في سبيل نشر الفكرة الواحدة .

رغم كل هذا .. ورغم ان هذا الوضع لم يتغير ..

لكن ما أسعي لقوله هو كلمة حق .. أخلص بها لله عز وجل وأسجل بها موقف كشهادة للتاريخ .. في زمن ساد الفساد وطال به كل شيء .. حتي أمانة التأريخ ...

==

أحاول الهروب من فكرة إني أعارض الإخوان ..

الحقيقة إني أعارض الفساد .. والفوضي .. والشتات ..


بالأمس ولأول مرة منذ زمن طويل أرتدت مترو الأنفاق – الخط الثاني -  في مشوار  صغير لكنه أثار عاصفة من الأفكار بداخلي ..

المحطات فور دلوفك إليها تشعرك بالكآبة بسبب المناطق المعتمة بها .. وهو ليس أمراً متعلقاً بترشيد إستخدام الطاقة ..

بل متعلق بإحتراق عدد ضخم من لمبات الإضاءة الداخلية والتي لا يتم تغييرها غالباً بسبب إنعدام الرقابة وقلة الضمير ..

ومن يدري لو فتشنا أكثر لوجدنا ان مخزون لمبات الإضاءة يباع أو يختلس ..

جو كئيب ..ورائحة عطنة تزكم الأنف في بعض المناطق بسبب إنعدام صيانة الأنفاق والتهوية ..

الأمر الوحيد الذي طرأ علي المحطات هو تلك المصلية المنشأة بشكل عشوائي في بهو المحطات جميعاً دون إستثناء في شكل موكيت وبرافانات خشبية .

رجال التذاكر عابسون كالعادة .. وزاد عليهم فتيات أو سيدات تذاكر .. الأمر الذي جعلني أتساءل : ما الغرض من إضافة العنصر النسائي ؟؟

ثم تأتي تلك الأفتكاسة التي تفتق عنها ذهن شخص ما .. بالتعاقد مع شركة حراسة خاصة  تجد أفرادها واقفون عند ماكينات التذاكر ودورهم الوحيد استلام التذاكر من الركاب في محطة الخروج وتمزيقها لأن الماكينات ذاتها لا تعمل ...

أو مساعدة راكب علي المرور لأن ماكينة التذاكر لا تعمل أيضاً ..

الماكينات بالكامل لا تعمل في معظم المحطات .. الأمر الذي يدلك علي إنعدام الصيانة والمتابعة والرقابة علي العاملين أيضاً ..

غياب كامل لشرطة مترو الأنفاق التي لم أزل أذكر زي عناصرها المهندم  الأنيق لسنوات طويلة .. وحزمهم الواضح في تطبيق القانون .. حتي إن أحداً لم يكن ليجرؤ علي إلقاء ورقة علي الأرض خشية الغرامة الفورية .

لم أزل أذكر تواجدهم علي رصيف المحطة  بشكل دائم لمتابعة الحالة الأمنية علي الرصيف أو تحذير الركاب من الاقتراب من القضبان ..

الباعة الجائلون صاروا ملمحاً وجزءاً لا يتجزأ سواء داخل المحطات أو داخل المترو ...

نموذج آخر علي غياب الرقابة والأمن ..

القطارات نفسها تنقل لك مشهد مختلف قليلاً ...

الزجاج الملوث في سخاء والأبواب التي تنطق بأن هناك عبث وتدمير وكتابة يومية عليها مع محاولات خرقاء لتنظيفها من عامل عجوز متهالك منهك في الغالب يتقاضي الكفاف ..

ولا يشعر به أحد لا من منظومة التدمير ولا من منظومة الإدارة .. لكنه لم يزل يحاول أن يؤدي عمله  في غير إتقان بالطبع  وهو أمر محمود ..

لكن من يشعر ... ومن يحاول أن يغير ..

القطارات من الخارج متسخة بفعل نزع الأعلانات التي كانت ملصقة علي سطح القطار بالكامل لإحدي الشركات ولم يعن أحد بتنظيفها .

الأمر الذي يدلك أن سبوبة الإعلانات فقدت هي الأخري .. وفقدنا معها مظهراً كان جمالياً بشكل ما ..

ما لمسته وبوضوح في مرفق المترو هو مشاكل مصر بشكل واضح ومحدد ..

غياب الأمن .. إنعدام الرقابة .. إنتشار الفساد ..

ونحن هنا نتحدث عن جزء صغير في منظومة النقل ..

من يدقق بهذه الرؤية في أي شئ سيجد هذه المشاكل واضحة ناطقة في كل شيء ..

في المرور .. في الصحة .. في مؤسسات الدولة .. في كل شئ يقع تحت إدارة الدولة ..

المختصر أنه ( لا دولة ) هنالك ...

رجال الدولة مشغولون بشكل كامل في أشياء أخري ..

مشغولون بصنع ( لاشيء ) ..

لا ملمح واحد علي إحراز تقدم في أي شيء ...

لا خطة ولا تنفيذ ولا رؤية والأبشع والأنكي .. أنه لا شعور بالسلبيات ..

يصيبني الغثيان من الذين يحاولون التبرير والتهوين ..

نحن في دولة ( اللا دولة )  ..

من في السلطة ( أياً كان ) .. لا يشعرون قيد أنملة بمشاكل البلاد والعباد ..

ألقي جانباً كل التصريحات الرسمية  والوردية والرقمية التي يتشدقون بها ..

لا أشعر بأي تقدم علي أي صعيد .. ولو أقسموا علي الماء حتي يتجمد ..

==

وسط كل هذا ..

نجد دعوات للثلاثون من يونيو ..

وآمال وأحلام وتوقعات ...

وخطط ومحاولات لإجهاضها .. وأخري لإنجاحها ..

ونندفع جميعاً نحو ثقب أسود دوم أن نتفكر للحظة فيما حدث قبل عامين .. ودون أن نعد العدة لما يأتي ..

لا أرحب بتصريحات الجيش الودودة والتي تحتمل في لغتها ما يرضي الجميع ..

فمن يأمل في الجيش يراها دعوات للثورة وتأكيد علي كون الجيش سيحمي الثورة القادمة ( في رأيي كما حماها في الأولي بالضبط بالأحتواء الذي أفرغها من مضمونها وبإجراءات زادت الطين بلة بإستفتاء علي دستور فاسد بتعديلات سيئة  )

ومن في السلطة يرونها دعوات تأكيدية بأنه مع الشرعية وعلي الحياد في هذا الصراع  ..

ووسط هذا وذاك .. أتذكر مشاهد متعاقبة لا تنمحي ..

مشهد جنود الشرطة العسكرية مترابطي الأيدي سامحين بمرور الجمال يوم 2 فبراير .

مشهد الشباب وهو يجري من الشرطة العسكرية والمظلات في شوارع التحرير  إبان فض أول أعتصام ذلك الذي أعقبه : نعتذر ورصيدنا يسمح .. ( حتي لغة الأعتذار لا تحمل إليك سوي أوامر بأنه ينبغي وأن تسامح )

مشهد الشباب وهو يتم تركيعهم عند السفارة الإسرائيلية والسعودية ( أكثر دولتين لم نر منهم خيراً بعد الثورة )

مشهد الشباب وهو يسحل ويقتل ويتم تعريته وإلقاء جثثه في القمامة  في مجلس الوزراء

مشهد الشباب وهو يصفي بدم بارد من الشرطة التي تتمترس وراء قوات الجيش المؤمنة لوزارة الداخلية .

مشهد االشباب وهو يجري وسط النيران الحية إبان فض اعتصام 8 إبريل بين قتيل وجريح .

لم ولن أنسي .. ولا أعطي صك الأمان لأحد علي بياض كما حدث سابقاً ..

لن أخوض مجدداً تجربة  الأحتماء بأحد ...

فما حك جلدك مثل ظفرك ..

لا آمل في أحد لا جيش ولا أمريكا ولا شفيق ولا عمرو موسي ولا البرادعي ولا كائناً من كان ..

الحقائق التي أؤمن بها .. وأتسق بها مع نفسي .. ومع الحق ..

أن مبارك وبطانته كانوا مفسدين ..

شفيق وسواه من لصوص عهد مبارك من الصف الثاني لا يقلوا عنه فساداً ..

ظهرت حقيقة الإخوان بتكالبهم علي السلطة وشهوتهم للحكم وإنعدام رؤيتهم أو خبراتهم في أي مجال .

النخبة السياسية فاسدة لا طائل من ورائها ..

الجيش لم يحمي الثورة بل احتواها أفرغها من مضمونها ..

هذه هي الحقائق الثورية التي أؤمن بها .. وأدعمها .. وأقول أنه ينبغي علينا وضعها نصب أعيننا .

هذا الشعب سيحقق بنفسه ما يصبوا إليه ..

الثورات تنتصر في النهاية ..

ومجد الشهداء ودمهم لن يضيع ...