نكتب بأيدينا .. تاريخ أغلي الأوطان ....

on Saturday, September 29, 2012


لميدان التحرير لغة ...
لن يفهمها  سوي من هبط إليه وهتف به  وقاتل فيه  ورأي الدم يسيل أنهاراً بين طرقاته  ...
لميدان التحرير تفاصيل ..
لن يدركها أحد سوي من عاشها وأرقته وطاردته في كل لحظة طيلة العامين الماضيين ..
لميدان التحرير قصة ..
لن يسمعها سوي من آمن به .. وبقدرته علي التغيير ..
لميدان التحرير روح ...
لم تنتهي .. ولن تنتهي .. فقد كان المبذول أعمق كثيراً من أن يمحي ..
عن ميدان التحرير أتحدث ..
رجع الصدي ... وألم الذكريات ...
====
في كل قطعة من ميدان التحرير أو الشوارع المحيطة به أطنان من الذكريات لعشرات الألوف ..
ميدان التحرير لا يشمل فقط تلك المنطقة بوسط القاهرة ..
بل في لحظات شمل أحياء كاملة ..
في رمسيس كنا نجابه الشرطة وفي روؤسنا الوصول لميدان التحرير ..
وفي أسماعنا وقع الأخبار عن القتال هناك ..
وعلي ملحمة كوبري قصر النيل ... التي تستحق أن تخلد في تاريخ هذا البلد وذاكرته إلي يوم يبعثون ...
في وسط البلد ..
كان مشهد المجمع من بعيد يلفه دخان قنابل الغاز كفنارة للحرية .. تقنا للوصول إليها ...
في شارع الجلاء .. حيث الإطارات المشتعلة والدخان الخانق الحارق .. 

وألسنة اللهب تلتهم محكمة الجلاء 
 ستار من الدخان الكثيف يحجب الرؤية عن كل شيء ..
وكان التحرير في أذهاننا ...
كان التحرير رمزاً أكثر منه أي شيء آخر ..
كان الاتفاق الغير مكتوب والغير مستفتي عليه ..
أن يكون ميدان التحرير وجهة الجميع ....
أياً كانت العقبات ..


كم الدم في يناير وفبراير 2011 كان يبذل بتضحية لا توصف ..
كانت فكرة الأستشهاد تراود الجميع .. 


 كان القتال واضحاً ..

الأعداء واضحون ..


الأصدقاء واضحون ..
لكن ما تلي ذلك ..
كان غريباً ..
لم يعد الأمر بوضوحه السابق ..
كان الشهداء يتساقطون وربما بشكل أغزر مما شهدناه في يناير ..
لكن العدو لم يكن واضحاً للجميع ..
لم يتضح إلا في النهاية ..
عجزنا كثيراً عن التصديق ..
أن ذات اليد التي تمنينا أن تمتد إلينا مساء 25 و28 يناير ..
كانت هي من تضغط الزناد ...
القول بأن الجيش حمي الثورة ولم يقتل أحد إصرار علي الكذب الصريح ..
قتل العديد من الثوار بيد وتحت سمع وبصر الجيش
في محمد محمود والعباسية 1 و 2 ومجلس الوزراء وماسبيرو وأحداث السفارة الإسرائيلية والسعودية ومسرح البالون
منهم من شاهدته ومنهم من سمعته ..
و يأتي السيد مرسي فيقول : الجيش حمي الثورة ولم يقتل مصرياً ...
فمن يخدع ؟؟
وأي تاريخ تستطيعوا تغييره بكلماتكم .. بينما نزف الدم باق في قلوبنا ؟؟
لا شك لدي أنه من مصلحة كافة اجهزة الدولة السابقة والتابعة للإخوان حالياً محو تاريخ هذه الحقبة ..
محو تاريخ هذه المنطقة بالكامل ..
بدعوة النظافة والتجميل والحفاظ علي مكتسبات ثورة يناير العظيمة ...
محو رسوم الجرافيتي ليست المحاولة الأولي ولن تكون الأخيرة ...
جرافيتي الهتافات في كل شوارع مصر ..
حتي عبارات السباب علي الأجهزة والمؤسسات المختلفة التي تذكرالفاسدين بالإسم ..
وكأنها جدران المعابد الفرعونية تؤرخ لمن يأتي بعدنا ...
العبارات علي أراض التحرير وما حولها ........

يافتات الهتافات والبانرات الخاصة بالأحداث المختلفة ...
أوراق الطلبات والتوعية السياسية ...
فلايرز الجمع المختلفة وايام المليونيات والأحداث المتعاقبة ...
كل هذا تاريخ سطر في رؤسنا  ولن يستطيع أحد محوه ...
====
لكن الذي لن يمحي  ولن يموت سوي بموت من شهده ...
أماكن إستشهاد عشرات من شباب مصر ..
 هذا الرصيف .. هذا السور .. هذا الجدار .. هذه البقعة ..
تلك الكتلة الحديدية ..
كم الأرواح التي سمت إلي بارئها وأضاءت قلوبنا وأبصارنا ..
وشممنا رائحة المسك ممتزجاً بالدم والغاز ..
أبداً لن تموت .......


حاولت طيلة الثورة ومابعدها أن أحتفظ بأرشيفي الخاص ..
هذا تاريخ لا يجب محوه بواسطة كائناً من كان ...
وكان أملي ان يتم إعداد ميدان التحرير بشكل متحف مفتوح وعلي أعلي مستوي يبرز ويخلد جهود الشهداء .. والمصابين .. ويبرز عار القتلة ويكللهم به ما دامت الحياة ..
تخيلت الميدان وفيه نصب تذكاري رائع تمجيداً لثورة بذل فيه الكثير ..
نصب غير تقليدي .. ليس هرماً ولا مكعباً ولا شكل هندسي أجوف ..
تخيلت تمثال مجسم لشهيد بلا وجه ..يحمل علم مصر وزيه زي الشباب البسيط الذي هبط غير عابئ بشئ ..وعلي جوانبه أسماء ومناطق كل شهيد سقط في هذه الثورة ومابعدها ..
فخراً له ولابنائه واهله من بعده ..
تخيلت مناطق استشهاد الطبيب علاء عبد الهادي والشيخ عماد عفت .. والفنان أحمد بسيوني .. وغيرهم ...
كلها بتماثيل نصفية مسلط عليها ضوء وأسفل كل مهم تعريف بالشهيد وحياته وكيفية إستشهاده ..
مكان موقعة الجمل بصور ومجسمات تحكي قصة الغدر والقتل ....

محمد محمود والابقاء علي جزء من الحوائط الخرسانية المرسوم عليها بالجرافيتي .. 

جدران الجامعة الأمريكية ومجلس الوزراء وغيرها كانت تاريخ مسطور ومرسوم .. 


طُلي بلون قبيح تحت عنوان التجميل ..
وماهو سوي تشويه للحقيقة .. وسلب لتاريخ هذه الأمة التي لن تنسي ..

في اليابان  حيث سقطت القنبلة النووية علي هيروشيما فوق مبني الإدارة الإقتصادية للمدينة .. أصرتاليابان أن تبقي المبني كما هو تذكرة دائمة بالحدث الرهيب علي أرضها ...
بقي المبني كما هو تماماً لم تمتد إليه يد الإصلاح او الترميم شاهداً علي وحشية العمل الحربي .. وحداداً علي أرواح الضحايا ..
ترون فيما يلي صوراً للمبني نهاراً وليلاً في يوم 6 أغسطس ذكري المأساة ..




قمة في التقدير لأرواح الذين ذهبوا بلا ذنب جنوه ...
وأحب أن ألفت النظر إلي كون اليابانيين لا يدينون بديانات سماوية ( كفرة يعني ) .

الحقائق ...............
تسليط الضوء علي الحقائق هو ما اردته وحلمت به ...
لم يكن الشهداء الذين سقطوا في محمد محمود بلطجية يريدون اقتحام الداخلية كما صورهم الإعلام الفاسد الموجه المأمور بأوامرالسلطة والحكومة ...
لم يكن شهداء مجلس الوزراء سوي معتصمين سلميين قتلوا غيلة وغدراً كأصدقائهم في ألف موضع آخر ..
لم يكن الشهداءفي العباسية وماسبيرو سوي شباب خرج هاتفاً ظناً منه أن الأمور قد تغيرت ..
وإننا قد بدأنا عصراً جديداً ..لكنهم أخطأوا جميعاً التقدير .

 أتأمل في أرشيفي الخاص ...
ناظراً لهذه الصورة أو تلك ..
هذا الرجل او ذاك ...



وقلبي يعتصره الحزن عليهم ...
أحبوا هذه البلاد وماتوا في سبيلها .. واليوم يتم تهميشهم وتجاهلهم .. ولا يحظون حتي بشرف المحارب ..........
أبداً لن ننساكم ...


      وفى كل مكان فى بلادى سامع صوت شهيد بحياته بيكتب غنوة للفجر الجديد
      حرية وجوه بلادنا مش هنعيش عبيد بين الثورة والكفاح دم شهيد الحرية
      يكتب لبلاده النجاح يحرق سور القمعية ينهى الفساد مهما يطول الزمان
      نكتب بإيدينا تاريخ
      اغلى الأوطان





2 تعليقات:

emmy said...

ابدا لن ننسي مهما حاولوا محو التاريخ

Anonymous said...

أرشيف هايل للثورة , ربنا يترها على مصر
عزه عارف

Post a Comment