الداخلية ...

on Saturday, March 2, 2013




هذه التدوينة تأخرت كثيراً ..

 ربما لإننا أعتقدنا – وكنا حمقي – أن بعد قيام الثورة سيشنق وزير الداخلية السفاح الساقط حبيب العادلي في ميدان التحرير وتمثل بجثته جزاءاً وفاقاً علي ما أقترفته يداه وإيدي قواته طيلة أيام الثورة الأولي وما قبلها طيلة سنوات مضت ..

ظننا - وكنا حمقي - إن الأمر لا يحتاج لتوثيق فالحقيقة بينة ..

ظننا - وكنا حمقي - إن كم الأدلة والشهود والحقائق لا يمكن طمسه وإن أرادوا ..

ظننا – وكنا حمقي -  إنه آن للعدل أن يسود أخيراً في هذه البلاد ...
قمة المهزلة أن تري إبتسامة كهذه علي وجه سفاح مماثل 
 

كم الجرائم التي أرتكبتها الداخلية قتلاً وسحلاً وخطفاً وترويعاً  منذ الخامس والعشرون من يناير يفوق في دناءته وخسته ووحشيته ما أرتكبوه طيلة سنوات ما قبل الثورة ..

الأمر ببساطة أنه بعد الغضب الشعبي الكاسح ووقوف الشعب بصدور عارية في مواجهة الموت الذي يقفز من أسلحة الداخلية ومجنزارتها وآلياتها ..

يجعل كل ذي زي رسمي يفكر ولو للحظة لو واجه من جديد هذا الغضب الغير متعقل مرة ثانية .. وكيف ستكون نهايته ..

لكن تهاون السلطة السياسية بعد الثورة .. سواء في المجلس العسكري او الوزارات المختلفة ..

وإعطاء الضوء الأخضر الغير مقيد بشروط لذات الجهاز بالعودة كما كان في ظل حماية جديدة ..

بل والأنكي في ظل حماية دستور جديد وقوانين جديدة ...

جعل العهر يتجلي بأقسي حالاته ..

وطُبقت القاعدة الشهيرة – من أمن العقاب أساء الأدب -  خير تطبيق ...

لم يزل الجهاز كما كان ..

ولم تزل عقيدته الخادمة للسلطة كما كانت ..

وظني ويقيني أنه سيأتي يوماً ما ..

ينفجر به الغضب الشعبي مجدداً في وجه فساد وقمع وقسوة ووحشية هذا الجهاز ..

ينفجر كبركان لا يبق ولا يذر ..

وسيصبح هذا الزي الرسمي هدفاً لشعب غاضب جن جنونه وانتفض انتفاضة ليث أخيرة ..

يقيني أن هذا الجهاز المارق الساقط لن يتطهر ولن يرتدع إلا بدم غزير ..

يصير مثالاً جديداً في العصر الحديث .. لباستيل آخر ...

رمز الطغيان الذي تهاوي علي أيدي ثوار الثورة الفرنسية العزل ..

لي يومان أتابع الوحشية المفرطة .. والتعامل الجنوني الذي عاد من جديد في مواجهة مواطني المنصورة وبورسعيد  .

والرئاسة والحكومة صامتين صمت القبور ...

ينتظروا أن تنهي القوة الغاشمة الأمر كيفما تشاء ..

لكن الشعب لم يعد ذات الشعب ..

والغضب مرجل ضخم في الصدور ..

لا يطفأ ولا يهدأ ..

لذا آثرت الأكتفاء بوضع عناوين من الآن فصاعداً ..

أتابعها وأتذكرها وأترقب كيف تثقل موازينهم ...

وكيف يصير الحساب رقماً بلا نهاية ..

أنتظر براءة جديدة لواقعة مؤكدة ومسجلة صوتاً وصورة يوم 5 مارس القادم ..


حيث النطق بالحكم علي قناص العيون المدعو محمود الشناوي والذي سبق وتناولته في تدوينتي معضلة قناص العيون

أثق ببرائته رغم جرمه ..

لأن الجهاز الأمني – كما هو مفترض – يتعامل بمنطق المافيا الشهير : لا نترك رجالنا ورائنا ..

ويكفي حكم واحد علي أيهم ليعترف علي آخر ثم آخر وتجذب السلسلة حتي نهايتها ..

هم لن يسمحوا بهذا ..

لهذا كانت جميع أحكام قتلة المتظاهرين بالبراءة ..

تم إتلاف الأدلة كلها ..

تم التأثير علي الشهود جميعاً ترهيباً وترغيباً ..

تم تقديم تحريات منقوصة ومضللة وسد خانات بالمئات ..

وهاهو 9 مارس يقترب هو الآخر بنطق حكم علي 7 من قيادات الداخلية  في مجزرة بورسعيد التي تواطئت بها الداخلية دون دفاع عن أرواح شباب صغار دفعوا حياتهم ثمناً لقرصة أذن لثوريتهم وحبهم لبلادهم ..

أنا لن أنسي ما حييت وحشية الشرطة التي رأيتها بأم عيني في محمد محمود

حين كانت القنابل تطلق في الوجوه بمستوي أفقي ..

وكان الخرطوش يطلق في محيط الرأس لإعطاب العيون بشكل دائم لإخراج الثوريين من المعركة نهائياً ...

أبداً لن أنسي الصراخ والدم الذي سال أنهاراً ..

شهدته بعيني وحُفر في قلبي إلي يوم الدين ..

دماء الشباب الغض الذي أحيط بالحجارة ..


آه يا وجع القلب ...

يا ذكريات لن تمحي مهما تناسينا ...

اليوم وأمس وأول أمس مذابح كاملة في المنصورة وبورسعيد ..

أي شخص يبرر قتل روح واحدة هو لا ينتمي للآدميين بصلة ...

لم يمنح الله صك للشرطة بقتلنا ولو كنا قتلة ..

لم يمنح الله صك للشرطة بسحلنا ولو كنا أسفل درجات البشر ..

فليذهب كل من يوالي هؤلاء القتلة للجحيم لا أبالي ..

وليريهم الله بأسهم يوماً ولنر آنذاك كيف يشعرون ..




 


0 تعليقات:

Post a Comment