حين يخلو العالم من أمي ...

on Thursday, March 19, 2015





كيف نستوعب خبر الموت !؟؟

كيف نتكيف ونتآلف مع أن أحد أحبائنا لم يعد موجوداً !؟ 

التفاصيل تؤلم اكثر مما نتوقع .. 

حين يبادرك أحد .. ربنا يجعلها آخر الأحزان .. هذا ببساطة لن يكون .. 

لقد بدأنا للتو متتالية من الحزن 

لن تكون آخر الاحزان لأن لدينا قائمة من الأحباء يشطب الموت أسمائها  واحد تلو الآخر 

٤٠ يوماً كاملة مرت علي وفاة والدتي ... وللمصادفة البحتة يتوافق اليوم الاربعون مع عيد الام .. ومع عيد مولدي .. 

في سنوات صباي وشبابي كان اليوم حافلاً فمن ذا الذي يمتلك ثلاثة أعياد في يوم واحد .. 

اعتدت منذ نعومة اظافري علي ابتياع هديتين لأعز من أمتلكت ..

جدتي ووالدتي ..

و لم يخلو الأمر من العسر .. فإلتزام الهديتين و التفكير العميق منعاً للتكرار والتشابه كان امراً بالغ الصعوبة ..

وتمر السنوات ليغيب الموت جدتي .. ويسقط عني إلتزام إحدي الهديتين ..

 صار الامر ايسر بهدية واحدة .. لكنه كان أكثر ألماً بدونها ..

عُكر صفو اليوم برحيلها...

ولم يعد أبداً بذات البهجة ... 

وتمر سنوات الدراسة .. وتنتهي .. وأفتقد مشاعر الرفاق الطيبة وإحتفالهم معي  .. ليفقد اليوم مزيداً من بهجته ... 

ومع زواجي عادت البهجة قليلاً وعادت الهدية الثانية .. وعادت الحيرة اللطيفة فراراً من التكرار والتشابه .. 

اليوم ... وبعد رحيل امي ... 

لا أشعر بأي شيء سوي حزن عميق ثقيل جاثم علي الصدر 

كيف يحيا العالم بدونك يا أمي !؟؟ 

أحاول صرف ذهني عن التفاصيل التي تقتل الروح .. بلا جدوي .. 

لن أقف متحيراً اليوم لأجل هديتك .. 

لن أستشعر لذة مفاجأتك ورضاك ... 

لن أعانقك .. 

لن أشتم رائحتك العطرة في أنفي .. 

رائحة الطيبة والحنو .. 

لن تلثم شفتاي يداكي مهنئاً .. 

رحلت با أمي وأنا لم أدرك بعد إنني فقدتك ... 

وأقف تائهاً مضطرباً اليوم .. 

أنا وحدي .. 

عيد مولدي الأول بدونك.... 

كيف يعيش المرء بدونك !؟؟؟

وكيف يحيا العالم بعدك ؟؟

1 تعليقات:

Post a Comment