ولكني أحب -ألف مبروك-

on Saturday, November 27, 2010


فيلم أحمد حلمي في الأسواق
...
وواقع الأمر لست من هواة إنتظار فيلم معين لفنان معين رغم حبي لأحمد حلمي
  ..
لكن في سبيل الأبوة ما أنا فاعل
.
أذكر منذ عامين جذبتني صغيرتي من كمي هاتفة : بابا أحمد حلمي عمل فيلم اهو
يا الله .. لم تتجاوز الرابعة بعد وتدرك أن هناك ( أحمد حلمي ) وأن هناك ( فيلم جديد) 

ويشاء الله ان ندخل الفيلم في ذات اليوم من باب تمضية الوقت ليس إلا ..

وكانت حفلة بكاء في نهاية الفيلم حين توفي أحمد حلمي .. حيث انطلقت صغيرتي في بكاء هستيري ملأ الدنيا بالدموع وسط محاولات حثيثة من جميع من في القاعة لإقناعها أنه حي لم يمت بعد
..
ملأت صدري بدموعها وهي تدفن وجهها به .. حتي كدت أصدق أن الأمر جدي لا تمثيل ..
وبعد وقت طويل .. هدأت أخيراً ..

والمفترض أن أمتنع  بعد تجربة كهذه عن إصطحابها للسينما ..

والسينما  إن لم تكن تدرك فهي عذاب مقيم لك في كافة المراحل العمرية ..

وكنت أظن أنني قد أتمتع بمزية إذا ما كبرت وبلغت الثلاثين .. لكن واضح إني كنت مخطئ ..

قبل الزواج تحاذر أن تدخل سينما إقتصادية خشية المعاكسات والمشاجرات والألفاظ التي يعف عنها اللسان  ..

بعد الزواج تحاذر المناظر المنفرة لشباب أقل ما يقال عنه أنه عديم التربية .سواء فتيان أو فتيات .

بعد الإنجاب .. يكون عليك أن تتأقلم مع البكاء الغير مسبب لطفلك في قاعة السينما .. وتكتشف في نهاية الأمر انه يكره الظلام ليس إلا ..

وحين يكبر قليلاً وتظن ( خطأ ) أنه قد نضج بما يكفي .. حتي يكون عليك أن تتأقلم مع طلب الماء والطعام والفيشار والحمام المتكرر . الأمر الذي يفسد عليك أو علي والدته متعة أي متابعة .
==
اليوم وأنا أصطحب صغيرتي مرة أخري إلي فيلم حلمي الجديد ( بلبل حيران ) أكتشفت إنني أعاني من مشاكل أخري ..
لابد أن أجنبها ووالدتها الزحام الملئ بالشجار والمعاكسات والسجائر .

إذن لا مناص من حفلة صباحية .والإستيقاظ مبكراً في يوم أجازة وإعطاء إكرامية لا تقل عن خمسة جنيهات لبائعة التذاكر التي تذكرني بحلاوة المولد .. لنضمن مكاناً محترماً يليق بقصر قامة عزيزتي الصغيرة .

وقد كان .. وحدث ولا حرج طبعاً .. واضح إنني لست الوحيد صاحب الفكرة .. وأن هناك العشرات من الأباء الذين فكروا ذات التفكير في سبيل إسعاد فلذات أكبادهم ..

أضف لهذا بعض الشباب الخاطب حديثاً أو علي علاقة ما الذين فكروا ان السينما ستكون فارغة إلا من سواهم وفوجئوا برحلات الأطفال المدرسية إلي هناك .

أنتهي الفيلم ( لم تفوت عزيزتي الفرصة طبعاً في زيارة الحمام مرتين والصراخ إنها عطشي عشرات المرات وإنها راغبة في زيارة ماكدونالدز بعد الفيلم )

لم يعجبني الفيلم .. وأستشعرته مجموعة من الأسكتشات والأفيهات التي علي رغم من خفة ظلها إلا إنها لم تجعلني أتفاعل ما ينبغي .. 
وأستشعرت حلمي ( مش في الفورمة ) ليس هو هذا الرائع في ألف مبروك ..

ألف مبروك أضحكني وأبكاني كثيراً .. وجعلني أعشق رؤيته ألف مرة بلا كلل رغم أنه في واقع الأمر مكرر المشاهد بإضافات بسيطة .. لكن كان هناك شيئاً ما يقال في كل إضافة .

عسل أسود لم يضيف جديداً بإنبائنا أن واقعنا مآسوي ..نحن نعرف وعلي يقين من هذا ..  لكن كان القالب الساخر جدير بإمتاعنا ولو قليلاً ..

دعك من النهاية البلهاء بأن حب الوطن ينتصر في النهاية ويجعله يقرر البقاء بدلاً من العودة للهجرة .

ذكرني هذا بالبلهاء المرشحين في إنتخابات هذه الأيام الذين يصرون علي إذاعة أغاني وطنية في دعاياتهم .. وكأن الأمر سيحببنا فيهم .. ولا يعلموا إننا سئمناهم حتي الثمالة وإن وجود هذه الأغاني لجوارهم دافع لنا لكراهية الأغاني لا العكس ..

إنصرفت من السينما وأنا أتذكر ألف مبروك وكإني أحاول غسل صدري من فيلم بلبل الذي لا يحمل فكرة أسعد بها ..أو أتذكرها يوماً .سوي أن بلبل حيران ومبلول كمان .




0 تعليقات:

Post a Comment