المنهج

on Sunday, October 30, 2011

حقيقة خطيرة جداً تنبهت لها  علي حين غرة
حقيقة لربما مرت عابرة في أذهان كثيرين .. لكن وسط خضم الأحداث والمآسي اليومية بعد الثورة .. لم نعد نتوقف كثيراً أمامها
نتذكر جميعاً طبعاً الفيديو الشهير يوم 25 يناير في شارع القصر العيني .. حين شقت سيارة أمن مركزي الشارع مطلقة قذائف المياه الباردة ضد الثائرين .. وخلفها حشود الأمن المركزي بزيهم القاتم وهراوتهم التي تقطر بالقهر والبطش ..
وينشق الطريق عن شاب يندفع تجاه السيارة متوقفاً أمامها في شجاعة خلبت لب الجميع وجعلتهم يتصايحون ويهتفون بشجاعته وينهمر وابل الحجارة  عليها وعلي الجنود ...

الغريب هنا .. والملفت للنظر والداعي للتفكر .. هو رد فعل من يقود السيارة ..
لقد توقفت السيارة تماماً  فلم تحاول حتي التقدم ببطئ  لتكمل طريقها !!!!
كأن السائق تخوف من تصرف الشاب المباغت ..
أو كأنه أرتبك من تصرف مماثل قطعاً لم يتوقعه ...
أعتاد سائقي السيارات المشابهة علي التقدم دون توقف لحين دحر المتظاهرين ... ولم يباغتهم أحد يوماً بالاندفاع نحوهم ...
الخلاصة ..
تصرف سائق سيارة الأمن المركزي  - رغم غرابته – كان منطقياً ..
هذا سائق او عسكري او ضابط حتي لم يعتد تصرف مماثل ..
لم يأخذ أوامر بالتقدم فوق جثة الشاب ..
لم يقو حتي علي ارهاب الشاب بالتقدم نحوه ...
====
علي النقيض تماماً .. ما أتذكره ورأيناه جميعاً في أحداث ماسبيرو ...
مدرعات الجيش تتقدم بشكل عنيف .. صارم .. تستشعر به الشدة والقوة تجاه المتظاهرين يمنة ويساراً لتفريقهم أحياناً
وإرهابهم أحياناً ..
ودهسهم تعمداً ..أحياناً أخري ..
كلنا نجيد قراءة الصورة ...
الأولي مدرعة يقودها شخص خائف مشوش مرتبك لا يدر ماذا يفعل ....
الثانية يقودها شخص يعرف ويعي جيداً ما يصنعه ...
====
للأسف تكرار الموقف جعله منهج ...
بدءاً من حادثة السيارة الدبلوماسية البيضاء المتعمد.. وما تلاه من دهس سيارات الأمن المركزي للمتظاهرين في محاولات للفرار ..
وما تلي ذلك من دهس مدرعات الجيش للمتظاهرين في ماسبيرو ..
كل هذا أرسي الدهس منهجاً رغماً عن أنف الجميع ..
وجعل كل من خلف عجلة قيادة يستأسد ويواصل الطريق علي جثث الآخرين ...
سيارة عميد "بيطرى" و"آداب" المنصورة تدهس 15 طالبا داخل الجامعة

عميد كلية العلوم بسوهاج يدهس "طالبا" بسيارته

يمكننا بعين الخيال تصور حوادث مماثلة .. لأن التابو أنكسر .. وصار الدهس ممنهجاً ومعتاداً ..
ولم يعد أحد يتحرج من أن يفعلها أو يشهدها دون استنكار ...
هذا أحد الأشياء التي طفت علي السطح وأفرزتها فترة الحكم الإنتقالي في 9 أشهر فقط ..
صار الدهس ممنهجاً ومبرراً ...

0 تعليقات:

Post a Comment