صبراً .. آل عبد الفتاح - سويف ...

on Wednesday, November 9, 2011

لم أتشرف يوماً بلقاء أياً من آل عبد الفتاح - سويف
لكن سعدت بمتابعة جهودهم - كل علي حدة - منذ سنوات طويلة
منذ البدايات الأولي لنشأة التدوين بمصر
كتب عنهم في موقع إخباري أجنبي شهير وسط مقالة عن التدوين وبروزه كصحافة من نوع جديد
وأشاد بمدونين عرب وكان علي رأسهم : علاء ومنال
ووضع رابطاً لمدونتهم الشهيرة التي صارت قاسم مشترك أعظم يندرج تحته مدونات كثيرة تتحسس طريقها في هذا العالم الجديد ...
كان هذا عام 2006
لا نبخس وائل عباس قدره في هذا الصدد أيضاً ..
لكن توأمة علاء ومنال جعلتهم أكثر قرباً لسبب لا تفهمه ..
حفلت المدونة بالصراحة والجرآة وخفة الدم والنشاط ..
كانت بوابة لعالم جديد لم يعتاده الشباب المصري بعد ..
ومع إهتمامها بالسياسة وأسلوبها الصريح المباشر .. تضاعف أعداد متابعينها ..
كم الأحداث والوقائع التي أهتم بها علاء ومنال يفوق قدرتي علي التذكر ..
لكن يبقي إنطباعي عن المدونة وأصحابها ..
إنها بوابة حرية وسط صحراء لا أول لها من آخر ..
http://www.manalaa.net/
==
حبس علاء إبان أزمة القضاء كان نقطة فارقة في تاريخ الجميع ..
حين تفكر للحظة أنك قد تسجن بسبب رأي كتبته أو إتجاه قررت أن تسلكه ..
تقف لتفكر وتكون قمة الشجاعة أن تواصل ..
وكان علاء شجاعاً ..
كما عهدناه في سطوره ..
وجدناه في مواجهته لسلطة غاشمة ..
==
علاء ومنال ظلا علامة فارقة في تاريخ شباب هذا الجيل ..
علامة نفخر بها ونسعد لمتابعتها والأقتراب منها ..
ومع قيام الثورة ..
وحرصهما علي التواجد في المشهد رغم كافة مغريات الحياة ..
إلا أنهما لم يأخذا نصيباً بعد مما يستحقاه ..
نموذج مماثل يستحق رأس المشهد ..
يستحق أن يكون في طليعة قيادة جديدة لبلد حلموا بحريتها قبل الجميع ...
لكن يبدو أن الطريق لم يزل طويلاً ..
==
مع إلقاء القبض علي علاء للمرة الثانية
كان تأثري عميقاً ..
ربما لأن صدمة أن يلقي القبض عليك في جو سلطوي قمعي قد نتقبله وتستطيع تفهمه ..
لكن أن يفعل بك ذات الشيء بعد قيام ثورة عارمة علي ظلم وطغيان مماثل لا تستطيع ان تمنع نفسك من أن تصدم .. ويرتج عليك ...
أتابع في حنق الأخبار ..
وفي حزن كلمات علاء من محبسه ..

علاء يدون من السجن: دكر


وأتعجب لقوته وصلابته وكم الأفكار التي لا تنقطع .. وكم الإيمان الذي ينبض من بين السطور ..
وازداد يقيناً أن هذا الشاب لم تهبه بلاده بعد ما يستحقه ..
زوجته هي الأخري - منال – نموذج رائع لشابات مصر .. في خضم أيام حملها الأخير .. تهرع تساند زوجها في محبسه .. تنقل كلماته عبر الأسوار .. التي تقطر أملاً ورغبة في الإصلاح ..

علاء بيفكركوا: تضامنك لوحده مش كفاية


شتان بين زوجة وأخري .. قارنوا بينها وبين زوجة المخلوع .. لتدركوا الفارق الضخم
هذا المنطق االمقلوب الذي نعيشه من بعد ( حماية الثورة )  يجعلنا جميعاً  ندرك أننا لم نخرج من الخندق بعد .
==
علي صعيد آحر أستمع لتعليقات من حولي ..وكلها ذات التعليقات السخيفة حول شعره الثائر وغروره الذي سول له الاعتداء علي الجيش !!!!
واستحقاقه لكل لحظة يقضيها خلف القضبان انتقاماً لجيش مصر !!!
كم التعليقات السخيفة الحقيقة والمنتشرة أصابني بإحباط دفعني للتعريف به في محيط أصدقائي ومعارفي ..
أتعلمون من هو علاء عبد الفتاح ؟؟
أتحدث في حماسة عنه وعن الرائعة منال وعملهما في البرمجيات المفتوحة ..
وعن إنخراطهما في العمل السياسي ..وشجاعتهما حين قالا لا في وجه من قالوا نعم ...
عن إنحداره من أسرة رائعة والده محامي حقوقي رئيس مركز من أشهر مراكز حقوق الإنسان في مصر .. مدافع عن المظلومين والفقراء والمضطهدين في هذا البلد ..
والدته أستاذة جامعية - ليلي سويف - ذات مواقف سياسية مشرفة ومن قيادات الحركة الطلابية في السبعينات .. وشقيقتها أديبة رائعة  - أهداف سويف - .. أستاذة جامعية هي الأخري وصاحبة باع في الأدب الإنجليزي وزوجة لأديب انجليزي طبقت شهرته الآفاق
شقيقته الصغري - مني سيف - من أوائل من رفضوا المحاكمات العسكرية للمدنيين وكونت نواة لجمعية كاملة هي لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين ..
صاحبة جهد رائع وخرافي في عمل قاعدة بيانات كاملة ومتابعات لعشرات الآلاف من القضايا .. تحدثك عن كل مسجون فتعتقده قريباً لها او صديقاً ..من فرط اهتمامها بكل تفصيلة عن كل شخص ..
جده دكتور مصطفي سويف عالم نفسي مصري وهو أول من أنشأ الأكاديمية المصرية للفنون وجدته الأستاذة فاطمة موسي أحد أبرز الأكاديميين ونقاد الأدب في مصر والعالم العربي

ما هذه الأسرة !!!!!!!!!!!!!!!!
أي بركان حرية قذف بهم علي هذه الأرض ..
وأي صلابة يستقونها من الصدمات ؟؟
==
كان رد الجميع محبطاً وينم عن سطحية بلا حدود ..
يخلق من ظهر العالم فاسد !!!

علي ذات الوتيرة وقلب الحقائق الآن هوجمت وقفة التضامن مع علاء عند سجن طرة .. سواء من مندسين او أمن يرتدي زي مدني او اهالي المنطقة ..
أياً ما كان . .
 في لحظات نقل الخبر لجرائدنا الصادقة كالتالي : 

مستوي الوعي الجمعي العنيف عند المصريين صار أقرب من الوعي الثوري
عملية التعتيم والتسخيف والتسطيح تأكل كل يوم من كيان الثورة والثوار ..
يتم تفريقنا شيعاً وقبائل لنتناحر ونختلف ونصفي بعضنا بعضاً بأيدينا ..
ومن يتبقي .. الأمن كفيل به ...

كل ما أدركه إنني غاضب ..
وكثيرون غيري ..
وحاجز الخوف حُطم منذ زمن ..
والعودة إلي ما خلف سياج الحظائر أعتقده حلماً بعيد المنال ..

علاء عبد الفتاح قدم لنا نموذج لشاب مصري لم تقتله رصاصات القناصة .. ولم يردعه تعذيب الشرطة .. ولم يختفي مع المفقودين .. ولم يوصم بالبلطجة رغم وفاته شهيداً ..
ما بقي من شباب مصر الأحرار الأبطال تلوث سمعته .. وتلفق له القضايا .. ويسجن ظلماً وبهتاناً ..

هذا مصيرنا جميعاً بعد الثورة ..

إن لم تموتوا .. فلتتمنوا الموت ألف مرة ...

والله لا يحدث وإنا لعائدون ...

0 تعليقات:

Post a Comment