شهداء محمد محمود ...

on Friday, November 25, 2011

 
في الأحداث كثيرة المشاهد والتفاصيل .. يصبح ضرباَ من الجنون ان تنقل مشاعر اللحظة ..
حيث ان كل لحظة تمر مليئة بعشرات التفصيلات والمشاعر التي قد تعجز عن ملاحقتها سواء بعقلك او بقلمك ...
واليوم بعد 6 ايام كاملة  علي أحداث الشرارة الأولي للموجة الثانية من الثورة  واستمرار تدفق ذكري الاحداث لم يكن هناك بد من الكتابة
=
فلنتفق أولاً علي جغرافية المكان ونؤمن ان أقصر طريق لاي جهة هي خط مستقيم .. ومن ثم ..
لو اراد الثوار مهاجمة وزارة الداخلية بالفعل لكانوا استخدموا شارع الشيخ ريحان المؤدي مباشرة اليها ...
ولو ارادت الشرطة مهاجمة ميدان التحرير لاستخدمت  شارع محمد محمود المؤدي لقلب الميدان ...
ومن ثم .. فبمقارنة القاعدة البسيطة والوضع يكون واضحا ان الهجوم من الشرطة لا العكس ..

 اللون الأسود يؤدي لوزارة الداخلية مباشرة .. وهو اقصر كما نري .
اللون الأحمر يؤدي اليها بعد انتهاء شارعين ..
=
لم يكن المدافعين عن محمد محمود شباباً ... بل أسود جسورة لا تهاب أي شيء ...
بعضهم كان يرتدي قناعاً والآخر ملثم والثالث عاري الوجه .. لكن للحظة لم تستشعر ان مجهود احدهم اقل من الآخر ..
نفس الحمية والحنكة والقوة ..
الفتوة والشجاعة والجرأة ..
ضع ما شئت من صفات .. فقد كانت ملحمة ...
واجه الشباب بصدور عارية  مطاطاً وخرطوشاً  ورصاصاً حياَ  وقنابل غاز احاطت بالمنطقة كلها فلم يعد منها منفذ او مخرج ..
وكان سيل الدم رهيباً .. كان نهراً  سال في الشارع ...
لا يوجد أدني تشابه بين ان تقذف طوبة فتستقبل رصاصة او رش او غيره ..
الطوبة بأي حال حتي لو اصابت فاحتمالية ان تفقد احدهم عيناً  او تتسبب بإصابته بجسامة إحتمال ضعيف جداً ..
لكن الخرطوش لا يحمل هذه الدعة .. ولا الرصاص ..
كنت ارتجف لسيل الدماء ..
في لحظة تلمح شاباً فتياً .. يقذف حجراً بمهارة ثم ينقلب علي ظهره كانما اصابته قنبلة ووجهه غارق في الدماء ..
وتحمله الايدي الفتية .... لأيدي أخري تكافح لانقاذه ...
شباب يبذلون أعينهم واجسادهم وارواحهم  في سبيل حب الوطن وحريته ..
شباب يدركون ان الشرطة صارت وحشاً  لا يبقي ولا يذر ...
ولم يعد الفرار منه ممكناً فهو يطولك في كل جهة ...
من يصدق ان يمتلك احدهم جرأة القتل بعد  9اشهر من الثورة عانوا بها من هزائم وانحدار واحتقار وكراهية لم تختفي رغم آلة الدولة الاعلامية الشرسة .
كان القتل بالنسبة اليهم بسيطاً جداً ..
أدركت هذا مع عشرات  الاصابات التي  جندلت كثيرون من الشباب الصامد بقوة ...
أنا لم أقف علي خط النار ...
لكنني  بالكاد شاهدت الشباب ينقض  كان الغاز يعمي عن المتابعة .. فما بالك بالقتال ..
لا أذكر عدد المرات التي رأيت بها اصابات الأعين والوجه .. لكنها كانت اكبر من قدرتي علي الحصر ....
كانت الدماء تفيض  من مذبحة بمعني الكلمة ....
كيف تتساوي الحجارة بالخرطوش ؟؟ او الرصاص ؟؟
حين أتذكر ان كل الذين سقطوا في سني او اصغر ..
أهلع ...
أي حياة تركوها خلفهم ..؟؟
حياة مفترض ان تكون مديدة .. بها عمل وقد يكون بها وزوجة واطفال ..
حياة انتهت في لحظة موصدة الباب علي كل تفصيلة  حلم لها هذا الشاب او ذاك ..
انتهت بخرطوش او رصاصة او حتي قنبلة ألقيت عمداً في الوجوه ....
==
بعد كل هذه الدماء ...
أتعجب أن يستطيع أحد تقبل كلمة : نعتذر وبشدة !!!!!!!!!!!!!!!!!!
تعتذروا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعتذروا عن ماذا ؟؟
هل دهستم أقدامنا عفواَ ؟؟؟
لقد قتلتم وأشرفتم علي قتل وتصفية 40 شاب مع سبق الاصرار ...
وآلاف المصابين ... ومئات العاهات المستديمة ..
كل هذا لكسر الشعب وضمان خنوعه ..
كفنت مئات الأسر أبنائها برعايتكم للقتلة وتزويدهم بالدعم والعتاد بل والحماية من الملاحقة ..
السؤال الذي لن تستطيعوا اجابته  وسيفضحكم : لماذا تركتم هذه المذبحة دائرة 5 أيام ؟؟؟
ولا أنسي اشتراككم بها ولن ينسي أحد يملك ضميراً  مشهد ضرب الجثث .. والقائها في القمامة علي قارعة الطريق ..
أي أعتذار ( شديد ) أيها القتلة ..
أي تعويضات لشباب فقد عينه أو روحه ؟؟
تصدرون أوامر بالقتل بذات السهولة التي تتنفسون بها ووالله أن محاكمتكم لحق للشهداء الأبطال ...
=
كلما أتذكر المؤتمر الصحفي في ماسبيرو او امس بشأن محمد محمود
أتذكر جمل بعينها تعني انه لا قيمة لأرواحنا لديهم ...
في ماسبيرو يقولون : لو ان هناك تعمداً للدهس واطلاق النار لكانت الضحايا بالمئات ..
وكأن 27 روحاَ غير كافية لنأسف من أجلها أو كأن حزن 27 أسرة لا يساوي كل هذا الضجيج .. فلنأسف مع أرقام تستحق !!
وفي مؤتمر محمد محمود : لم يكن هناك استخدام للرصاص او الخرطوش ؟ ولم تكن القاء للجثث في القمامة !!!
امطلوب ان نصدقكم ونكذب الصور المسجلة والفيديوهات  المنتشرة والتي تبرز جنودكم القتلة  يقتلون ويستحييون دماء خيرة شبابنا ؟؟
تخيلوا ان السادة اللواءات نهروا الصحفيين والمذيعيين ؟؟
قلنا مكنش فيه !!!!!!!!!!!
صموا آذانكم ...
أعموا أعينكم طوعاً أو كرهاً ..
الحقيقة المجردة هي ما يقولها الجنرالات ..
==
دماء الشباب الذين سالت أنهاراً وخطت صفحة لا تنسي في تاريخ مصر ..
أشرف وأنقي وأذكي من ان ندافع عنها ..
لقد قتلوا عن سبق الإصرار ..
قتلوا وهم يدافعون عن الميدان الممتلئ رجالاً ونساء وأطفال ومصابين ...
قاتلوا عنا إلي أن قتلوا ..
بهروا الدنيا وما في يدهم إلا الحجارة
وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشارة
قاوموا وانفجروا واستشهدوا
قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا

رحمة الله علي كل شهيد بذل حياته في سبيل وطنه ورفاقه .
قاتل الله من قتلوهم وأخزاهم في الدنيا وفي الآخرة

0 تعليقات:

Post a Comment