صمت الـثوار .........

on Friday, January 3, 2014


للحق لم تمر علي أيام مماثلة منذ بداية الثورة ..

أيام أستشعر بها طوفاناً من الكلمات بداخل عقلي وصدري ...مع ألف قيد وقيد تفرضه الأحداث علي ...

الآن فقط فهمت معني أن لا يجد الإنسان بداُ سوي الصمت والإبتعاد ...

اليوم فقط أستطيع تفهم لماذ يبتعد شخص مثل البرادعي عن الساحة بكل ما أوتي من خبرة سياسية ..

قرأ البرادعي الموقف مبكراً – كعادته في الواقع – وأستطاع أن يدرك مدي عمق المستنقع الذي سنغرق به لاحقاً فآثر الأبتعاد لأنه لن يكون له دوراً في هذا الهراء ..

أحاول تلخيص أسباب ضيقي لنفسي قبل الآخرين ..

ما بعد الثالث من يوليو 2103 ..

كان الأداء الأعلامي – كما أعتدنا – مسقفاً لكل ماهو ضد الأخوان .. هو ذاته الأعلام الذي كان يهادن ويصفق للاخوان قبلها بأسبوع واحد ..

فجأة تنقلب الآية ويتحول الأمر لهجوم كاسح .. وكأننا نسينا ما كان يقال منذ برهة ..

اليوم تحول الأمر إلي دعوة صريحة للكراهية .. كل الأخبار تحمل خبراً يجعلك تسب لمائة جد للاخوان وتتمني زوالهم من علي خارطة البشرية ...

ليس عندي مانع في كراهية الأخوان لأسباب سابقة ..

ولا أنسي كم المرارة التي تسببت بها جماعة الأخوان اثناء الثورة 
ومهادنتها ومعاونتها للمجلس العسكري بالحشد والتأييد ..

لن أنسي محمد محمود وموقفهم إبان سيل الدم السائل من الثوار بإيدي الشرطة والجيش بعد ذلك ..

ولن أنسي موقفهم في أحداث مجلس الوزراء وتأييدهم للجنزوري رجل مبارك أولاً والمجلس العسكري تالياً ..

ودخوله مبني مجلس الوزراء علي جثث الشهداء وسط تأييد وتهليل وتصفيق الأخوان ..

لا مانع لدي .. ولدي أسبابي لكراهيتهم ...

لكن الكراهية التي لدي لن تتحول مطلقاً لرغبة في إفنائهم .. ربما لن أتعامل .. ربما لن أثق فيهم ..

هناك حدود للكراهية ..

ما يمارسه الإعلام حالياً هو دعوة مفتوحة للكراهية بلا سقف ..

بل يتجاوز الأمر لتسطيح دم الأخوان وإعلاء شأن أي دم آخر حتي لو كان قاتل .

هذا لم يرقني قط .. ودفعي تدريجياً لهجران كافة وسائل الاعلام من صحف وبرامج وقنوات أخبارية ..

يأتي تالياً الشرطة ..

أنظر حولي فأجد فقدان ذاكرة مؤقت أو دائم أصاب الناس إلا قليلاً ..
فنسيوا تعذيب الشرطة ما قبل يناير .. ومذابحهم أثناء الثورة .. 

وما بعدها .. وإختفائهم ما يقارب شهرين ثم عودتهم بشكل صوري لما يقارب العامين ..

وطيلة كل هذه الفترة تزود مرتباتهم ولا يحاكم فرد واحد بهم عن جريمة أرتكبها أثناء الثورة بقتل أو أصابة أحد بعاهة ..

وحتي من حكم عليه خرج اليوم بريئاً بحكم قضائي !!!!!!

فيما عدا قناص العيون الذي لم يجدوا له مفراً فآثروا تسليمه بعد محاولات تهريبه وبعد تزوير محاضر رسمية بأنه لم يكن متواجداً في التحرير في هذا اليوم !!! كل هذا تم نسيانه ..

كل هذا تم تناسيه ...

أنا لا أجد أدني غضاضة في الترحم علي من مات وهو يؤدي واجبه لاحقاً بعد 3 سنوات من الثورة ...

لكن أجد كل الغضاضة أن لا يحاكم من تجاوز منهم ويتم طي الصفحة و ( يرجع أخوك عند أبوك ) ويادار ما دخلت شر .. وأهم بقم كويسين !!!!!!!!!!!

اليوم تعود الدولة الأمنية في أشرس وأقوي حالاتها .. مدعومة بخوف الناس من الأخوان ... مدعومة بخوف الناس من تفجيرات لا تعلم منها الصحيح من المدبر ...

اليوم فقط تذهب شجاعة الناس في مواجهة الشرطة الظالمة لتعود ببأسها القديم ورعونتها القديمة ..

لا تخشي مسائلة ولا حساباً وإن تجاوزت .. فقط تعلمت أنه ينبغي نمارس عملنا ذاته لكن في صمت ..فلا داعي لفيديوهات المفاخرة إياها التي أشعلت عليهم الدنيا ...

لا داعي للتعامل بعنف أمام الكاميرات نهاراً جهاراً ..

عودوا كما كنتم .. لكن في صمت ...

أول مطلب للثورة كان ولا يزال هيكلة الداخلية ..

دعك من القائلين ( نعمل ايه يعني نهدها والدولة تسقط ) . .هناك خطط علمية احترافية تم تطبيقها في دول كثيرة شمولية وقمعية وحالها كان أسوأ مننا ..

هذا الجهاز كان سبباً في الثورة علي مبارك ..

وكان سبباً في الثورة علي مرسي حين ظن أنه قادر علي جعله عصاه الخاصة ..

وسيكون سبباً في الثورة علي النظام العسكري الحالي الذي يدعمه ويحميه ...

بعد الثورات الناس لا تعود أبداً كما كانت ...

لكن لا أحد يقرأ التاريخ أو يتعلم ..........

الدستور ..
لربما كنت قادراً علي ابتلاعه لو كان شفافاً أكثر ..

لو كان بالفعل راعي دولة مدنية ديمقراطية ..

لكن واقع الأمر أنه أعطي الكثيرون قطعأً من الكعك ..

الجيش بوضعه الخاص ومحاكماته العسكرية ووضع وزير الدفاع المؤقت ..

القضاء ..

السلطة التنفيذية وسيطرتها علي مقدرات كثيرة أهمها الأجهزة الرقابية ..

ذات ما جعلني أرفض الدستور الأخواني يجعلني أرفض الدستور الحالي ..

لكن الدعوات المتكالبة علي دفع الناس لــلتصويت بنعم ...

والأعلانات التي تغرق وسائل المواصلات والكباري والأنفاق 
والسيارات عن وجوب التصويت بنعم ..

وحتمية التصويت بنعم ..

وأهمية التصويت بنعم ..

وفخر التصويت بنعم ..

وكيف أن نعم هذه تعني موافقتك علي الثورة .. ورفضك للاخوان إلخ ...............

طوفان النعم الخضراء الذي يغرقنا هذه الأيام يذكرني بصنيعة المجلس العسكري في إستفتاءه المشئوم في 19 مارس ....

ذات الأسلوب .. ذات الدفع اللامتناهي ...

كل هذا يدفعني دفعاً لا للتصويت بلا .. بل للمقاطعة ... وما 19 مارس ببعيد ..

القضاء

أبحث عن شخص ما قريب من الأوساط القضائية ليفسر لي  سر إستشعار الحرج المتكرر مراراً مؤخراً ..

ليفسر لي الأحكام المتناقضة والتي من النقيض للنقيض .. أفهم أن يكون المتهم إما مذنباً فيعاقب أو بريئاً فيخلي سبيله ..

كيف يتأتي أن يكون معاقباً بعقوبة مشددة .. ثم يحصل علي البراءة !!!!

لماذا لا تذاع محاكمة المخلوع الثانية ولماذا حظر النشر بها والعكس في قضايا الأخوان ؟؟

لماذا تفاصيل سجن الأخوان متاحة بينما ستار من السرية مضروب حول مبارك وحاشيته أو ما تبقي منها وهو لا يذكر أصلاً بالسجن .؟؟

ببساطة أشد ...

كل الأرواح التي أزهقت وصعدت لبارئها من 25 يناير 2011 إلي اليوم .. من أزهقها ؟؟ ومن يحاسب عليها ؟؟ هناك آلاف الجثث .. من القاتل ؟؟

ندور في الدائرة المفرغة التي تعيدنا لأول الخط : الشرطة .. هي من كانت في المواجهة وهي من جلبت التحريات والأدلة للنيابة وهي التي تحمي أبنائها ....

دائرة قاتلة للحق والعدالة .. ولا أطمح بوطن حر حين يفتقد العدل ...

العدل بمعناه الحقيقي الذي لا يستثني أحداً ........

اليوم صرنا لا نفتقر فقط للعدل ...

بل للشجاعة أيضاً ...

ولكلمة الحق ...

ويل لأمة خشت من كلمة الحق ...

وأستبدلتها بخوف أو أمن زائفين ..........

وأخيراً ...

تُري أتذكركم صورة - ليكتير - بشيئاً ما ؟؟

نعم .. لقد أصبتم ..

بالسُلطة ...


2 تعليقات:

Anonymous said...

ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻷ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻷ‌ﺳﺒﺎﺏ ﺳﺎﺑﻘﺔ ..
ﻭﻻ‌ ﺃﻧﺴﻲ ﻛﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷ‌ﺧﻮﺍﻥ ﺍﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻬﺎﺩﻧﺘﻬﺎ ﻭﻣﻌﺎﻭﻧﺘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺑﺎﻟﺤﺸﺪ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ..
ﻟﻦ ﺃﻧﺴﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﺇﺑﺎﻥ ﺳﻴﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ ﺑﺈﻳﺪﻱ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ..
ﻭﻟﻦ ﺃﻧﺴﻲ ﻣﻮﻗﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭﺗﺄﻳﻴﺪﻫﻢ ﻟﻠﺠﻨﺰﻭﺭﻱ ﺭﺟﻞ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﺃﻭﻻ‌ً ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﺗﺎﻟﻴﺎً ..

ﻭﺩﺧﻮﻟﻪ ﻣﺒﻨﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻋﻠﻲ ﺟﺜﺚ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺳﻂ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻭﺗﻬﻠﻴﻞ ﻭﺗﺼﻔﻴﻖ ﺍﻷ‌ﺧﻮﺍﻥ ..

ﻻ‌ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﺪﻱ .. ﻭﻟﺪﻱ ﺃﺳﺒﺎﺑﻲ ﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺘﻬﻢ ...
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺪﻱ ﻟﻦ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﻓﻨﺎﺋﻬﻢ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺃﺗﻌﺎﻣﻞ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻦ ﺃﺛﻖ ﻓﻴﻬﻢ ..
ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻠﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ..
ﻣﺎ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻹ‌ﻋﻼ‌ﻡ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻫﻮ ﺩﻋﻮﺓ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻠﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺑﻼ‌ ﺳﻘﻒ ..
ﺑﻞ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷ‌ﻣﺮ ﻟﺘﺴﻄﻴﺢ ﺩﻡ ﺍﻷ‌ﺧﻮﺍﻥ ﻭﺇﻋﻼ‌ﺀ ﺷﺄﻥ ﺃﻱ ﺩﻡ ﺁﺧﺮ ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺗﻞ .
ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺮﻗﻨﻲ ﻗﻂ .. ﻭﺩﻓﻌﻲ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻟﻬﺠﺮﺍﻥ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻ‌ﻋﻼ‌ﻡ ﻣﻦ ﺻﺤﻒ ﻭﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﻗﻨﻮﺍﺕ ﺃﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ..

تدوينة رائعة .... بتلخص مشاعر كتير من الناس حاليا والتخبط اللى وصلناله

Anonymous said...

اتمنى تخف نبرة الحدة على الاخوان , التى تدفعهم للمزيد من العنف .. التصويت بنعم كان عند ناس كتير لمجرد الانتقام من الاخوان
و تدوينه جميله كالعاده
عزه عارف

Post a Comment