أيها الباحثون عن التوافق ..

on Thursday, May 31, 2012


أكتب كثيراً هذه الأيام ..
ربما لشعوري بقرب نهاية المشهد ..
أقول هذا وأتمني من قلبي أن أكون علي خطأ ...
لكن الخط البياني يهبط وفي خط مستقيم لأسفل بصورة تكاد تعادل السرعة التي صعد بها ...
فعسي الله أن يبدل حزننا وإحباطنا فرحاً وحبوراً وسروراً ..
==
قال سقراط : تحدث حتي أراك ...
وقد أمعنت الإصغاء لشفيق فور توليه .. وكان إنطباعي عنه في تلك الفترة الحرجة  أنه بالتأكيد طالما آمن له المخلوع في ظروف حرجة كهذه .. فلابد أن يكون مخلصاً له .. قريباً منه ..
وآثرت الإنتظار حتي أطبق القاعدة : تحدث .. حتي أراك ..
ولم يختلف ما سمعته وما رأيته كثيراً عن ما توقعته ...
شخصية ناعمة .. ثعبانية .. تتوجس منها خيفة ولو كنت طيب القلب .. لأعجبك وسامته وتهذيبه وملابسه ...
لم أحبه قط .. ولم أستسيغه أو ابتلعه ..
وتمر الأيام ليصدق حدسي ..
والحمدلله أن أزاحه وقتها من المشهد .. فما كان أحد يدري .. ما الذي سيحدث ان استمر متواجداً ..
==
اليوم يعود شفيق في مواجهة الدكتور مرسي .. المرشح الإحتياطي لجماعة الإخوان عقب سحب خيرت الشاطر ..
قرأت كثيراً عن الشاطر .. وسمعت عنه أكثر ...
وأكاد أجزم من كل ما قرأت أنه رجل خطير جداً  وحق علي المجلس العسكري أن يتخوف منه .. ويبذل الغالي والنفيس ... القانوني والغير قانوني لإستبعاده ..
لكن الدكتور مرسي ؟؟
صراحة لم أسمع به إلا بعد الثورة بأشهر مع تأسيس الإخوان لحزبهم الحرية والعدالة وتوليه قيادة الحزب .
وكعادتي في إستنباط الشخصية من الشكل الخارجي ...
لم يعطني الدكتور مرسي أي إنطباع علي الإطلاق ..
بدا خاملاً وبشدة ..
ولم يترك عندي إنطباع لا بالسلب ولا بالإيجاب ..
وتمر الأيام .. ويتم الدفع به كمرشح رئاسي !!!!!!!
وكمرشح تال للرجل الخطير خيرت الشاطر ..
ولم تكن المقارنة في صالحه بالتأكيد لا علي المستوي الشعبي  ولا حتي الداخلي لللإخوان ..
وعزفت الجماعة عن تأييد رجلها المنشق عبد المنعم أبو الفتوح رغم قوته وإنتشاره ..
علي الرغم من أنه لو كانت جماعة الإخوان كانت دعمته لأكتسح من الجولة الأولي ... ( طبقاً لنتائج إنتخابات المرحلة الأولي من الرئاسة )
وهو أمر يلقي بظلال علي جماعة الإخوان .. ويجعل المرء يتفكر .. كيف يعزفون عن فرصة تاريخية كهذه  !!!!؟؟
عودة للدكتور مرسي ...
أنتظرت حتي ( يتحدث .. كي أراه ) ...
وقد كان في مؤتمره الأول الذي تلي نتيجة مرحلة الأولي للإنتخابات الرئاسية ..
والذي حاول به إستمالة القوي السياسية المختلفة لدعمه في السباق الشرس بينه وبين شفيق ..
==
تحدث الدكتور مرسي وخلفه رصيد من مواقف الإخوان المتعددة الخاذلة للثورة وللثوار ..
لهذا لم يكن خطابه ولا كلماته ولا وعوده قادرة علي منح أحد الطمأنينة ..
أو قادرة علي كسب معارض للجماعة ..
ولم أستشعره يبذل جهداً في إقناع أحد ..
بل كان أدائه روتينياً .. هادئاً جداً .. أقرب للخمول ..
لهذا آثرت التدقيق في فحوي كلماته علنا نطلع منها بوعود قابلة للتنفيذ ...
ونطالعها سوياً فيما يلي :


الحقيقة لربما تبدو الكلمات جيدة للبسطاء والعامة ولربما إنها ( تبدو) تحمل تنازلات ضخمة من الجماعة ...
لكنها إن كان الإخوان يبغوا من وراء كلمات مماثلة تحقيق توافق ..
فللاسف كل هذا لا يصل لأدني درجة من التوافق ..
ولا يقدم شيئاً فعلياً سوي اللاشئ .
-        النقاط الإنشائية والمرسلة بأنه : لا ديكتاتورية .. لا إقصاء .. لا تهميش .. لا هيمنة ..
مردود عليها بأن الجماعة مارست خلال عام ونصف بالفعل كل هذه الصفات .. ولم تعتذر عنها .. ولم تتراجع عنها ..
ولدينا الجمعية التأسيسية كمثال للديكتاتورية والإقصاء والتهميش والهيمنة ...سواء في نموذجها الأول أو الثاني ..
-        لكن ذكر نقطة الإعتراف بالخطأ في الجمعية التأسيسية كان طيباً .. ويظل التخوف ببساطة لأنه صار معروفاً لدي الجميع أن الإخوان وقادتهم وجماعتهم  يعدون فلا يوفون ..
والأمثلة ضخمة .. بدءاً من تعهدهم بنسبة التنافس علي 30 % من مجلس الشعب ثم ارتفاع هذه النسبة إلي 50%
ثم صار التنافس علي نسبة ال100% !!!!!!!!!!
تلي ذلك التعهد مراراً وتكراراً بالتعهد بعدم تقديم مرشح رئاسي .. ثم تراجعهم بشكل فجائي وقرارهم تقديم مرشح .. ثم تلي ذلك قرار ترشيح مرشح آخر ..
وقول أن هذا كان بسبب تغير الظروف  قول مردود عليه بأنه كان يمكننا تفهم هذا إن كانوا دعموا أبو الفتوح ..
لكن إصرارهم المتناهي علي ترشيح آخر .. يلقي بعلامات إستفهام كثيرة .
إذن فهم لهم رؤية خاصة بهم كجماعة .. وهي رؤية غير معلنة .. الأمر الذي يبعث علي الشك .. رغماً عن أنوفنا جميعاً ..
-        سنشكل حكومة إئتلافية موسعة  ليس شرطاً أن يكون رئيسها من حزب الحرية والعدالة
جملة مماثلة مطاطة .. لا تعد بشئ .. فـ ( ليس شرطاً ) تعني إنه بإمكانهم وضع  رئيس للحكومة من داخل الحزب بذات الحجة ( تغير الظروف ) ...
كذلك الفكر الإخواني في قصر التوافق علي نسب الأحزاب .. فكر فاشل في واقع الأمر ويعتمد علي الإرضاء الحزبي وليس الشعبي ..
 وظيفة الحكومة هي خدمة الشعب وأرضائه .. وهذا لن يتحقق بتوزيع الوزرات علي الأحزاب بل بالأعتماد علي كفائات أياً كان إنتمائها الحزبي ..
 الوصف الصحيح في وعد مماثل ( إن كان الدكتور مرسي يريد بالفعل طمأنة وكسب مؤيدين ) 
تشكيل حكومة إنقاذ وطني ذات صلاحيات لا نهائية ودعم كامل من مؤسسة الرئاسة برئاسة فلان ( شخصية غير محسوبة علي أي تيار وذات إنتماء ثوري .. يأتي الدكتور البرادعي علي رأس الإقتراحات يليه – حسام عيسي – محمدغنيم )
 الإسم يطرح إلتزاماً علي جماعة الإخوان وحزبها والمرشح الرئاسي .. وطرحه يؤكد وجود نية حقيقية للوفاق وإستكمال مسيرة الثورة ..  وجود قائمة بالأسماء للوزارات تمنح الشعب الأمل وتعطي مصداقية للمنصب وصاحبه .وتجعل الجميع يدرك انه قادم ليغير بالفعل
 -        أما العبارة السابقة (سنشكل حكومة إئتلافية موسعة  ليس شرطاً أن يكون رئيسها من حزب الحرية والعدالة )
فلا تبعث علي أي شيء سوي مزيد من عدم الثقة .
-        تعهدت لأمها ت الشهداء بأن تكون هناك محاكمات جادة  للمدانين بأدلة إتهام جديدة وقوية ..!!!
كيف يتأتي ذلك ؟؟ أناس حصلوا علي أحكام براءة بعد محاكمات علنية ... تعيد محاكمتهم ازاي ؟؟ هو لعب عيال ؟؟
قول كهذا لابد من طرح آليته .. لا أن يترك علي علاته بهذا الشكل ..
-        حريص علي حرية التظاهر بما لا يعطل مصالح الدول ..
الأستثناء في عبارة مماثلة بعيد للاذهان مسلك الإخوان من مظاهرات الميدان في عدة مناسبات وتجريمهم لها ..
في هذه الحالة كان الأجد ي ان يقول اؤيد الاضرابات والمظاهرات ذا ما وافقت مزاجنا  العام
أغلب النقاط مرسلة وإنشائية ...
وكنت أطمح وبشدة أن يكون خطابه موجهاً للمتخوفين .. ويجيب عن تساؤلات بشكل أكثر عملية وتفصيلاً ..
خطاب مماثل مع كامل إحترامي لشخصه لا يقدم  أي شيء جديد ولا يستطيع أن يكسب به أرضاً أو أفراداً ..
ينسي الدكتور مرسي في خضم دفاعه أن يعتذر عن أرواح شباب جندلوا وسقطوا شهداء علي أرض الشارع .. لفترة 4 أيام في محمد محمود ..
هذا الدم .. يتناساه الجميع إلا من رآه ...
فطوبي للشهداء ..
 طوبي لكل قطرة دم سقطت في سبيل الوطن بلا مطمع ..


سبنا العفو للخالق يقدر


لكن حقي أنا مش هنساه


عندي شهيد مقتول برصاصهم

وانا مأخدتش لسه عزاه
اللهم ول أمورنا خيارنا ولا تول أمورنا شرارنا


1 تعليقات:

lo2lo2a said...

عجبني تحليلك .. بس لسه عندي أمل إن الإخوان يغيرو فكر الناس عنهم ويطلع الحلو اللي فيهم .. هديهم فرصة عشان المقاطعة النسبة لي نهاية وطريق مش معروف ... عارفة انها حجة ممكن تبقى بايخة ف رأيك بس الواحد بيعمل اللي عليه من وجهة نظرو عشان يحاول يخلص من وش العسكر وده اللي يهمني دلوأتي انهم يمشو عشان كفاية عليهم كده اوي ... اه انا لسه عندي امل يمشو .. وآسفة اني خرجت عن الموضوع
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ربنا يكرمك ويحميك وينور بصيرتك دائما

Post a Comment