عن ضحكة المساجين

on Thursday, January 5, 2012

كانت أغنية - إزاي -  لمحمد منير ..  


خير معبر عن لسان حال الثورة في أوجها ... رغم كلماتها الهادئة إلا إنها كانت تلمس وتراً لا يُري في قلوبنا ..

وصارت أغنية  رامي عصام – يا بلادي – هي نشيد الشهداء ... 
ورثائهم في قلوب الجميع ..


ولم أعرف أحداً حتي هذه اللحظة لم يستشعر حرقة القلب ومرارة الأفتقاد مع سماعها ...
ولعل هذا التأثير كان سبباً في إختفائها تماماً من شاشة التلفزيون الرسمي .. 

وتأتي أغنية - ضحكة المساجين - لعلي الحجار خنجر حاد في قلوبنا جميعاً ...
لتؤرخ الخديعة والمكيدة والتواطئ والتخاذل وطعن هذه الثورة في الظهر ..
كانت قصيدة الأبنودي – ضحكة المساجين -  طويلة للغاية علي أن يتم غنائها ..
لكن مع ذلك كانت كلماتها أشد حدة من السيف ..
وبها مقاطع تشعلك غضباً وتبكيك كمداً ...
أضع القصيدة هنا كاملة .. مع تلوين الجزء الذي تغني به علي الحجار ...
المجد للشهداء .. طوبي للثوار .. النصر للثورة ...
ضحكة المساجين
تغازل العصافير قضبانها
زنزانة لأجلك كارهة سجانها
دوق زينا حلاوة الزنازين
على بورشها بتمد أطرافك
سجانك المحتار في أوصافك
مهما إجتهد ما هيعرف إنت مين

و الشمس شعلة عند رافضة تغيب
و فكرها يودي معاك و يجيب
الشمس تحزن زي أي سجين
و الليل نديمك صبر عالرحلة
بتغني و الليل في السواد كُحله!
وارث غناه معاناه من السابقين
في العتمة عاتب مصر و داديها
إنت اللي روحك من زمان فيها
توأم في لحظة عشق .. مولودين
طوبى لكل المسجونين باطل
في زمن بيخدعنا و بيماطل
يا شموس بتبرق في غرف عتمين

و خطوة الددبان ورا الشباك
صوت نعل يقضي الليل هناك .. وياك
سجانك اللي في حاجة للمحامين!
الحرب و اللي خاضوها بجسارة
كانوا مسلمين يا عم و نصارى
فإزاي نناصر دين و ننكر دين؟
كل اللي زرعوا ما بينا سور الفرقة
و بيقسمونا فرقة تكره فرقة
في النية .. مصر الواحدة تبقى إتنين
تحية لك .. و أنا كاتبها بخطي
إدفع تمن حبك لأخوك القبطي
مع إننا في الأصل قبطيين
هما اللي ماتوا في ميدان الثورة
كانت دماهم حمرا ولا سمرا؟
قول للي جايين يفرزوا الدمين
الصرخه هادية بس .. هزة الكون
قال الغشيم للوردة خبي اللون
إيش يفهم التور في هوا البساتين؟
الشر في طرف الميدان يسكر
و الفجر يطلع تحجبه العسكر
الثورة نور و اللي سرقها خبيث
يرقص ما بين شهداء و بين محابيس
و الدم لسه مغرق الميادين

مابيتوبوش ولا اللي فات علمهم
ما بيسمعوش في الدنيا إلا كلامهم
مالهمش في حوار النبات و الطين
إحنا نقول أيوة يقولوا لأ!
و في الحقيقة يا عم ليهم حق
ما إنتم خلقتوا الثورة بالتدوين!
العمدة يتقل قد ملو كروشه
بطيخه الأقرع هاج و مد عروشه
و له غفير صوت زعقته بضميرين
نطلع من الساقية نقع في طاحون
فأشهد يا وطني عاللي فينا يخون
ياللي إنت ماسك دفتر الخاينين
و مصر عارفة و شايفة و بتصبر
و لكنها في خطفة زمن تعبر
و تسترد الإسم و العناوين

و كل ما الصوت البليد بلد
لا تبتأس من الظلم و تجلد
مين ده اللي يطفي شعلة الصادقين
و اللي يقف في وش ثوارها
ما هيورث إلا ذلها و عارها
و اللي هيفضل .. ضحكة المساجين
!
و يا رب! .. جملني بقصر القول
المخ داير و الفؤاد مقتول
خايف أئن لأحزن المحازين
سامعة أنيني و ساكتة ليه يا مصر؟
الحلم .. فارشين بيه في سوق العصر
قدام عينين اللي ماليهش عينين
زنزانة واخده دروس قدام في الصمت
و عرفتك من قبل ما إنت دخلت
صمتك على صمت الحجر لايقين
الحزن طايح في قلوبنا بجد
ما فضلش غير الشوك في شجر الورد
غلط الربيع و دخل في أغبى كمين

ياللي دمعتي .. رجعي الدمعه
الدنيا شايفة كلها و سامعة
و اللي سرق هيخبي شيلته فين
ولدك ضياء الفجر بمقاسه
وطننا عارف عزوته و ناسه!
أجيال بترحل و الجداد جايين
يا وليدي ميل قول لإخوانك
تاني رجع من خان و أهو خانك
و السجن مش شبعان شباب صالحين
أما اللي خان وطنك و أوطاني
من الهيبة حاطينه في قفص تاني
يصحى و ينعس و الجميع واقفين
و في إنتظار تيأس مع الأيام
غيرك في قفصه بيضربوا له سلام
!
و إنت الجزم قبل الكفوف جاهزين
يادي الميزان اللي طلعت لفوق
بينزلوك بالعافية أو بالذوق
دول مش بتوع الصدق في الموازين

و يا مصر هدي و إنتي بتفوتي
الصوت في صمته أعلى من صوتي
آدي السجين اللي ما باتش حزين

لسه اللي حكمونا أهم حاكمين
بينوب عنهم بس ناس تانيين
و إنتي أسرى علبة السردين
بيحلموا يعودوا إلى ما كان
و قضاه تحررهم فلان و فلان
و كأن لا ثورة ولا حسنين
ما هو شباب الثورة بقى مسجون
ولا عاد قصاد الخونة إلا تخون
تاه الميدان الحر في الميادين
نتطمس معالم ثورتك يا شباب
أهو زي صفحة بتتقطع في كتاب
و الدنيا تهدى و يرجعوا الغايبين
ولا كانش في ثورة ولا ثوّار
ولا شعب مصر الغاضب الجبار
ولا 11 أبصر ايه .. ولا عشرين
يا عم أقعد بس و أشرب شاي
الدنيا ماشية و شعبنا .. نساي
و البركة في الشاشة و في الجرانين
و إذا هوهو .. قوم إعلن الأحكام
و كل بق تلجمه بلجام
و مش هتغلب تتطبخ القوانين
و إنت قمر سهران مع الصحبة
حالمين ببكرة و جنته الغايبة
و متبتين في الحلم مش صاحيين
و يا وردة البساتين يا مصرية
راية بترمي الضل عالمياه و النيل
نموجها رايات تانيين
بكراك .. لا حيثيات ولا أهو لصوص
يا شاب ياللي ليك صباح مخصوص
بتفرقه بالحتة عالملايين
و هتفضل العصافير على الشبابيك
و الفجر يستنى آدان الديك
وطن و حلم و فجر .. متعانقين!
في المحكمة و الوقفة وقفة ند
نفس السؤال .. بالصمت إنت ترد
و تعود و ترمي الجتة عالبطاطين
أغراب و أقراب كلها فاهمة
صمتك في ذاته هو ده التهمة
في زماننا كل الشرفاء متهمين
دول من بلدنا ولا من غيرها؟
قول للي أكلوا خبزها و طيرها
سامعه الضحية سنة السكين
بيجردوا الثورة من العشاق
كما تصبح الشجرة بلا أوراق
القلب أخضر و العيدان ناشفين
شهداء و جرحى و الحساب يتقل
و بهية حالة شعرها بتسأل
كل العبدا عاللي قتل ياسين
و أرجع و أقول من تاني للسجان
زوم و إتنفخ و أنفخ كمان و كمان
ولا يوم هتغلب ضحكة المساجين!

الكليب


 المجد للشهداء .. طوبي للثوار .. النصر للثورة ...


3 تعليقات:

Tamo said...
This comment has been removed by the author.
Tamo said...

والفجر يطلع تحجبـه العسـكر
روعــة ولم استطع منـع دموعــي ,,
اللهم انتقـم من هذا المجلس واعوانـه انهم لا يعجزونـك

Moataz Mahmoud said...

وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
صدق الله العظيم

Post a Comment